2025/10/06
"نقطة الارتكاز" تحت عدسات قمر تجسس أمريكي!

 

 

سعت الاستخبارات الأمريكية بجميع الطرق بما في ذلك بواسطة قمر صناعي خاص بالتجسس إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عن طائرة "ميغ – 29" السوفيتية.

 

أثناء نقل الطائرة الحربية الجديدة تحت حراسة أمنية مشددة نهاية صيف عام 1977 من المصنع الخاص بمكتب التصميم التجريبي إلى محطة اختبار طيران شركة "ميكويان" بالقرب من "رامنسكوي" إحدى ضواحي العاصمة موسكو، التقط قمر تجسس أمريكي صور للطائرة. على الفور منحت الطائرة في الغرب الرمز "رام – إل"، وأطلق عليها حلف الناتو لاحقا اسم "نقطة الارتكاز".

إنها "ميغ 29"، الطائرة المقاتلة من الجيل الرابع السوفيتية والروسية الأسرع من الصوت وذات الاغراض المتعددة والعاملة في الخطوط الأمامية، والمصممة لتدمير الأهداف الجوية في جميع الظروف الجوية.

هي أيضا أول طائرة في العالم من فئتها تجمع بين الفعالية في قتال المناورة الجوي والقدرة على مهاجمة العدو بصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

البداية كانت نهاية عام 1960 في ذروة الحرب الفيتنامية. توصلت وزارة الدفاع السوفيتية إلى ضرورة تطوير مقاتلة واعدة من الجيل الرابع يمكنها استخدام أسلحة عالية الدقة للعمل في الخطوط الأمامية.

لاحقا في عام 1969 أعلن عن مسابقة لتصميم الطائرة بين الشركات السوفيتية الرائدة في هذا المجال وهي "ميكويان" و"سوخوي" و"ياكوفليف".

 

الصورة أصبحت أكثر وضوحا عام 1972، حين أوضحت قيادة القوات الجوية السوفيتية المطالب الفنية مشيرة إلى الحاجة إلى مقاتلة خفيفة لمواجهة طائرات العدو في خطوط المواجهة الأمامية وأخرى ثقيلة متعددة الأغراض للعمل خلف خط المواجهة وفي عمق تشكيلات العدو. كان ذلك ردا على تطوير الجيش الأمريكية للطائرات المقاتلة من طرازي "إف – 15" و"إف – 16".

تولى مكتب تصميم "سوخوي" مهمة تصنيع المقاتلة السوفيتية الثقيلة "سو- 27 "، وكُلف مكتب تصميم "ميكويان" بتطوير المقاتلة الخفيفة الجديدة التي أطلق عليها لاحقا اسم "ميغ – 29".

انطلقت الطائرة المقاتلة "ميغ – 29" في رحلتها التجريبية الأولى في 6 أكتوبر 1977. هذه الطائرة المقاتلة أصبحت في ذلك الوقت رمزا لقوة الطيران السوفيتي حيث تجمعت فيها قدرات عالية في مجال المناورة واستخدام الأسلحة الحديثة وإمكانيات القتال على مسافات مختلفة.

الطائرة الحربية السوفيتية الجديدة اختلفت وقتها عن سابقاتها في السرعة الكبيرة في تغيير الحركة ومعدل التسلق. هذا الأمر زاد الحمل من جهة أخرى على الطيارين، واستدعى ارتداء بدلة مضادة للحمل الزائد.

أنتجت من هذه الطائرة المقاتلة المتطورة أكثر من 20 نسخة معدلة، وصُنع منها في المجموع أكثر من 1600 طائرة مقاتلة، وهي تعمل الآن ضمن القوات الجوية في العديد من الدول في أرجاء العالم.

 

حتى عام 2023، تعمل 657 طائرة "ميغ – 29" من مختلف الطرازات في 22 دولة في العالم بما في ذلك روسيا.

من بين المهام التي تنفذها مقاتلات "ميغ – 29":

الدفاع الجوي عن التشكيلات البحرية، وتنفيذ عمليات قتال جوي صاروخي بعيد المدى وخوض معارك جوية مناورة قريبة.

التفوق الجوي وإسكات طائرات العدو داخل منطقة عمليات القوات الصديقة.

تدمير الأهداف الساحلية للعدو وتوفير غطاء جوي للقوات الصديقة المنتشرة في العمليات البرمائية.

دعم العمليات القتالية لفروع الطيران البحري الأخرى بما في ذلك تلك المتمركزة على الشاطئ على طول مسارات طيرانها إلى منطقة المهمات القتالية.

القيام بعمليات الاستطلاع والمراقبة الجوية.

ألمانيا بعد إعادة توحيدها، قررت الإبقاء فقط على مقاتلات "ميغ – 29" التي كانت تعمل سابقا في القوات الجوية لألمانيا الشرقية.

هذه الطائرة المقاتلة لاسيما قدرتها الكبيرة على المناورة حظيت بإعجاب طياري سلاح الجو الألماني. بقيت المقاتلة في الخدمة العسكرية وجرى تزويدها بمعدات إلكترونية غربية الصنع.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news76939.html