2025/09/30
ثلاثة عوائق أمام خطة ترامب في قطاع غزة

 

 

 كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة "تاريخية" بشأن غزة حظيت بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تبقى هناك حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت سترى النور أم لا.

 

وتشمل بنود الخطة شروطاً يصعب على حماس قبولها، كما انتقدها الوزير اليميني المتطرف في ائتلاف نتانياهو، بتسلئيل سموطريتش، ويبدو أن لدى رئيس الوزراء أيضا بعض التحفظات عن بنود بعينها.

 

أما أبرز العقبات المحتملة فهي على النحو التالي:-

 حماس  

غداة إعلان الخطة المؤلفة من 20 بندا، لم يصدر عن حماس أي تعليق علني، لكن مسؤولا فلسطينياً مطلعاً أكد أن الحركة بدأت "الثلاثاء" بدراستها، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق "عدة أيام".

 

وشدّد المسؤول على أن حماس "حريصة على إنجاز اتفاق شامل لوقف الحرب والعدوان بما يضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع وينهي الحصار المفروض منذ 2007 على قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع".

 

لكن الرئيس الأمريكي حذر الحركة "الثلاثاء" من أن أمامها "ثلاثة أو أربعة أيام" للرد على الخطة، كما توعدها بمصير قاتم إذا رفضتها.

 

ولا تتضمن الخطة الأمريكية جدولاً زمنياً لانسحاب إسرائيل، لكنها تنص على أن تكون غزة منزوعة السلاح وهو أمر لطالما رفضته.

 

ويقول هيو لوفات، الباحث البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إذا كانت هذه الخطة أساسًا للمفاوضات، فقد ترد حماس بشكل إيجابي، لكن إذا كان المطلوب أن تأخذها أو ترفضها، فسيكون الأمر إشكاليًا، لأن حماس لا يمكنها قبول شيء بهذه الدرجة من الغموض".

 

ويضيف "حماس وافقت بالفعل على إنهاء حكمها في غزة وقبلت بالدخول في عملية تسليم تدريجي للأسلحة الهجومية، لذا فهي مستعدة إلى حد كبير لقبول كثير من بنود هذه الخطة، لكن هناك العديد من النقاط التي تحتاج إلى توضيح".

 

نتانياهو

رغم دعمه لخطة السلام التي أعلنها ترامب، يبدو أن أحد بنودها الرئيسية قد يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

وتشمل الخطة انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من قطاع غزة. وفي بيان مصور نُشر"الثلاثاء"، قال نتانياهو إن الجيش "سيبقى في معظم قطاع غزة".

 

وعن هذا التناقض عند نتانياهو، تقول أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جاييل نتلشير إن "نتانياهو يتحدث بصوتين".

 

وتوضح أن "أحدهما يتحدث به للعالم، والآخر يتحدث به لقاعدته الانتخابية في اليمين الإسرائيلي".

 

 وأثناء الإعلان عن الخطة، ترك نتانياهو الباب مفتوحا لتنفيذ عمليات عسكرية في حال رفضت حماس الخطة.

 

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب "إذا رفضت حماس خطتكم، سيادة الرئيس، أو إذا قبلتها ظاهريًا وقامت بكل شيء لمعارضتها، فإسرائيل ستكمل المهمة بنفسها".

 

وترى تالشير أن نتانياهو يعتمد على أن تقول حماس "لا" للاتفاق أو "نعم ولكن" وتضع شروطًا يمكن لإسرائيل رفضها ثم تبرير الانسحاب من الصفقة.

 

ولطالما اتهم منتقدو نتانياهو في إسرائيل وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، رئيس الوزراء بتعطيل جولات من مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة وإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.

 

 اليمين الإسرائيلي المتطرف 

تعتمد حكومة نتانياهو التي تعتبر من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، على دعم وزراء يمينيين متطرفين يرفضون إنهاء الحرب بشكل قاطع ما لم يتم هزيمة حماس.

 

وانتقد وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش "الثلاثاء" الخطة واعتبر أنها "فشل دبلوماسي مدو".

 

وحول موقف اليمين المتطرف في إسرائيل، تقول تالشير "جميعهم يأملون أن تقول حماس لا، وأن تستمر الحرب على غزة".

 

وتضيف "إذا قالت حماس نعم، فلن يكون لدى نتانياهو حكومة".

 

ويرفض الوزراء اليمنيون في ائتلاف نتانياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، وهو أمر تركت له الخطة الأمريكية المعلنة مجالا.

 

وبحسب تالشير "من وجهة نظر اليمين في إسرائيل، ما فعله نتانياهو الاثنين لا يختلف عن التوقيع على رؤية حل الدولتين ... لذا فهو في موقف صعب للغاية من وجهة نظر اليمين الإسرائيلي".

 

ويعتبر أمر إقامة دولة فلسطينية بالنسبة لرئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دغان "خطا أحمر".

 

ويقول عبر حسابه على منصة "إكس" "مهمة هذا الجيل تكمن في ضمان وجود الدولة من خلال تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والأراضي".

 

ويشير دغان إلى مخطط إسرائيل المثير للجدل لضم الضفة الغربية المحتلة والذي يلقى دعما واسعا في صفوف اليمين المتطرف.

 

وجدد نتانياهو "الثلاثاء" في بيان مصور عبر منصة تيلغرام معارضته لإقامة دولة فلسطينية وقال إنها لم تندرج في خطة السلام التي طرحها ترامب.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news76728.html