2025/09/23
ترامب يدعو لإنهاء حرب غزة.. سخر من الأمم المتحدة وهاجم أوروبا وهدد روسيا

 

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنه يجب وقف حرب غزة فوراً، وإعادة جميع الأسرى العشرين الآن.

 

وقال ترامب إنه حاول "تحقيق السلام في غزة"، وطالب حركة حماس "بإطلاق سراح كل المحتجزين في القطاع دفعة واحدة".

 

وتطرّق ترامب، الذي جاهر بإنهائه 7 حروب، إلى الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب في غزة. ولم تفض جهوده بعد إلى أي اختراق كبير في النزاعين.

ترامب يسخر من الأمم المتحدة

واستهزأ الرئيس الأميركي، في أول خطاب له في الأمم المتحدة منذ عودته إلى البيت الأبيض، بدور المنظمة الأممية في إحلال السلام، واتهمها بتشجيع الهجرة غير النظامية.

 

ومن منبر الجمعية العامة، اتّهم ترامب الأمم المتحدة بـ"تمويل هجوم" من خلال تشجيع الهجرة إلى الدول الغربية التي اعتبر أنها "في طريقها إلى الجحيم".

 

وذكر ترامب أن "عصر السلام تبدد، وحل محله عصر الأزمات"، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة لديها إمكانيات هائلة، لكنها ليست قريبة من تحقيق أهدافها".

 

واستغل كلمته في هذا المحفل العالمي لشجب جهود احتواء الاحترار المناخي، واصفاً التغيّر المناخي بـ"أكبر عملية احتيال مدبرة على الإطلاق في العالم".

 

وتساءل ترامب في خطابه: "ما الغاية المرجوة من الأمم المتحدة؟".

 

وتابع: "كلّ ما تقوم به على ما يبدو هو صياغة رسائل شديدة اللهجة بالفعل" لكنها "كلمات فارغة والكلمات الفارغة لا تحل الحروب".

 

ووصف ترامب الأمم المتحدة بأنها "مصعد توقف في منتصف طريقه".

 

وشكا الرئيس الجمهوري، البالغ 79 عاماً، من سلّم كهربائي معطّل وشاشة قراءة لا تعمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما انفك يوجّه الانتقادات إلى المنظمة منذ ولايته الأولى.

 

واعتمد الرئيس الأميركي لهجة شديدة، خصوصاً في مسألة الهجرة، متّهماً الأمم المتحدة بـ"تمويل هجوم" على الغرب.

 

هجوم على الحلفاء

وهاجم ترامب الحلفاء الأوروبيين، ولم تفلت من انتقاداته الصين والهند أيضا اللتان لم تتوقّفا عن شراء النفط من روسيا، لكنه كان أكثر تحفّظاً نسبياً بشأن موسكو، وإن أبدى استعداد واشنطن لفرض عقوبات على روسيا لم يحدّد طبيعتها.

 

وتفصيلاً، اتهم ترامب "الهند والصين بتمويل الحرب في أوكرانيا عبر شراء النفط الروسي".

 

كما ذكر أن "أوروبا مستمرة في شراء النفط الروسي، وتمول حرباً ضدها"، متعهداً "بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا أوقفت أوروبا شراء النفط الروسي".

 

وفي ملف الهجرة، أوضح ترامب أن "عدد الأجانب الذين يتدفقون لأميركا بشكل غير قانوني وصل للصفر".

 

وطالب الرئيس الأميركي "بحل المشاكل في الدول المصدرة للمهاجرين بدلاً من استقبالهم"، و "وضع حد لسياسة الحدود المفتوحة".

 

وأعلن ترامب أنه "لا أحد في أوروبا يفعل شيئاً تجاه الهجرة غير القانونية"، محذراً من أن "أوروبا في خطر داهم، وتدمر نفسها بنفسها".

 

وحث ترامب أوروبا على "إنهاء الاختبار الفاشل للحدود المفتوحة"، منبّهاً من أن "بلدانكم في طريقها إلى الجحيم"، ومنتقداً رئيس بلدية لندن صادق خان، وهو أول مسلم يتولى رئاسة البلدية في عاصمة غربية كبرى.

 

 

"علاقات ثمينة مع الخليج والسعودية"

وبشأن منطقة الخليج، أشار ترامب إلى أنه قام "ببناء علاقات ثمينة مع السعودية ودول الخليج".

 

وفي الملف الإيراني، قال ترامب خلال خطابه، إنه لا يمكن السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية. وأضاف: "موقفي بسيط للغاية: لا يمكن السماح للراعي الأول للإرهاب في العالم بامتلاك أخطر سلاح في العالم".

 

وأكد ترامب أن "السلاح النووي يشكل أكبر خطر". وتابع: "عرضت على خامنئي (المرشد الإيراني) التعاون، والرد كان تهديد المصالح الأميركية".

 

 

وعرض الرئيس الأميركي جهوده من أجل "إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا"، وذلك في سياق محاولاته "لإنهاء 7 حروب"، موضحاً أنه يستحق "الحصول على جائزة نوبل".

 

وقال ترامب إن "آلاف الجنود الشباب يموتون أسبوعياً من روسيا وأوكرانيا"، مؤكداً أن "استمرار الحرب في أوكرانيا يشوه صورة روسيا".

 

 

وتعهد ترامب خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تقود إدارته جهداً دولياً لإنفاذ اتفاق يتعلق بالأسلحة البيولوجية من خلال الريادة في نظام تحقق باستخدام الذكاء الاصطناعي.

 

وقال: "أدعو كل دولة للانضمام إلينا في إنهاء تطوير الأسلحة البيولوجية بشكل نهائي".

 

وفي الشأن الداخلي الأميركي، أعلن ترامب أن "أميركا عادت إلى مكانها في العالم، ولديها حالياً أقوى جيش، وأقوى اقتصاد، وأقوى علاقات"، معتبراً أن عهده هو "العصر الذهبي لأميركا".

 

وأكد ترامب أن "الأموال تتدفق على أميركا، ونبني حالياً أفضل وأعظم اقتصاد".

 

وشدد الرئيس الأميركي على "ملاحقة مرتكبي جرائم الاتجار بالبشر وعصابات المخدرات". وأضاف: "ندمر شبكات التهريب في فنزويلا التي يقودها مادورو (الرئيس الفنزويلي)".

 

ويحاول قادة العالم جاهدين احتواء أزمات من غزة إلى أوكرانيا، ويتشككون في ما إذا كانت الولايات المتحدة، بسياستها الخارجية "أميركا أولاً"، لا تزال مستعدة للاضطلاع بدور قيادي في الشؤون العالمية.

 

ومنذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، قلب ترامب السياسة الخارجية الأميركية رأساً على عقب، وقلص المساعدات الخارجية، وفرض رسوماً جمركية على دول صديقة ومعادية على حد سواء، وأقام علاقات أكثر دفئاً وإن كانت لا تخلو من التقلبات، مع روسيا.

 

ويلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة كلمات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

 

مرور 8 أشهر من ولاية ترامب

وجاءت كلمة ترامب بعد مرور ثمانية أشهر من ولايته الثانية التي اتسمت بتخفيضات حادة في المساعدات، وأثارت مخاوف إنسانية وشكوكاً حول مستقبل الأمم المتحدة، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى محاولة خفض التكاليف وتحسين الكفاءة.

 

وفيما لم يقدم مسؤولو البيت الأبيض أي مؤشرات بشأن ما سيقوله ترامب، فإن وثائق اطلعت عليها "رويترز" أشارت إلى أن إدارة ترامب تعتزم الدعوة هذا الأسبوع إلى تضييق الخناق على حق اللجوء بشكل حاد، سعياً للتراجع عن إطار يعود لما بعد الحرب العالمية الثانية بشأن الحماية الإنسانية.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن موقف ترامب الأكثر ميلاً إلى القيود سيشمل إلزام طالبي اللجوء بطلب الحماية في أول دولة يدخلونها، وليس في دولة من اختيارهم.

 

ومن المتوقع أن يعقد غوتيريش وترامب لقاء رسمياً للمرة الأولى منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير (كانون الثاني).

 

ويصف ترامب الأمم المتحدة بأن لديها "إمكانات هائلة" لكنه يقول إن عليها أن "تنظم أمورها". وأبقى ترامب على نفس الموقف الحذر إزاء التعددية والذي كان سمة مميزة لولايته الأولى التي استمرت من 2017 إلى 2021، كما اتهم المنظمة العالمية بأنها لا تساعده في محاولة التوسط في السلام في مختلف النزاعات.

 

الدعوات إلى إقامة دولة فلسطينية

وتنعقد أعمال الجمعية العامة مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

 

ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة يوم الجمعة.

 

واجتمع العشرات من قادة العالم أمس الاثنين لتبني إقامة دولة فلسطينية، في تحول دبلوماسي تاريخي يواجه مقاومة شرسة من إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة.

 

 

وأعلنت أكثر الحكومات اليمينية تطرفاً في إسرائيل منذ قيامها أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، في الوقت الذي تمضي فيه قدماً في حربها ضد حماس في غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة المسلحة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.

 

وتواجه إسرائيل تنديداً عالمياً نتيجة لعملياتها العسكرية في غزة، حيث قُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع.

 

كما سيلقي كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمتين أمام الجمعية العامة.

 

ومن المتوقع أن يلتقي ترامب وزيلينسكي اليوم الثلاثاء.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news76569.html