2025/09/18
"محاولة إسرائيلية للضغط على مصر".. خبيران يعلقان على تقرير عبري مثير

 

 

وصف خبيران مصريان تقريرا نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنه "محاولة مكشوفة لزرع الفتنة بين مصر والدول العربية والإسلامية، والضغط على القاهرة ودفعها لمواقف لا تريدها".

 

 

 

 

وكانت الصحيفة العبرية أكدت أن الجيش المصري يتغير بالفعل ويتحرك في سيناء، لكن هذه التطورات مدروسة ومُراقَبة من جانب الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت معاريف أن القاهرة وُجّهت مؤخرًا انتقادات لاذعة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف العلاقات الإسرائيلية المصرية بأنها هدفٌ لانتقادات لاذعة، لكن يبدو أن تصريحاته الانتقادية - وحتى إعلانه عن تجميد التقدم في تنفيذ الاتفاقية التي ستشتري بموجبها مصر الغاز من إسرائيل مقابل حوالي 35 مليار دولار - قد ساعدت مصر أكثر مما أضرّت بها.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه رغم التحركات العسكرية المصرية في سيناء، تُدرك المؤسسات الأمنية في إسرائيل ومصر جيدًا أهمية العلاقات بين البلدين والحفاظ على الوضع الراهن في التنسيق الأمني، بالإضافة إلى التناغم والتعاون بينهما، وأنه رغم برودة السلام بين البلدين وغياب التضامن المتبادل، إلا أن أهمية العلاقات كبيرة جدًا، وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وقالت معاريف: "يبدو أن انتقادات نتنياهو لمصر مُوجّهة إلى الرأي العام الإسرائيلي لهدف سياسي، فالهدف هو الرد على المنشورات والتقارير التي تُفيد بأن مصر تنتهك اتفاقية السلام وتُغيّر الواقع الأمني، وأنها تُكثّف قواتها العسكرية في سيناء وعلى طول الحدود مع إسرائيل، ولكن عمليًا، لا يوجد انتهاك لاتفاقية السلام، رغم التغييرات، لأن مصر لا يمكنها انتهاكها، والهدف الرئيسي من هذه التغييرات هو منع سكان غزة من الفرار إلى سيناء".

وأضافت: "صحيح أن الجيش المصري شهد تطورًا تكنولوجيًا وعدديًا خلال العقد الماضي، ويتجلى ذلك في مشتريات الأسلحة الجديدة، بما في ذلك الغواصات الألمانية المتطورة، إلا أن هذه التغيرات مدروسة ومراقبتها لأنها تأتي من مورد رئيسي واحد، الولايات المتحدة، التي لن تنقل الأسلحة أبدًا دون تنسيق مع إسرائيل، ويتجلى ذلك أيضًا في رفض الولايات المتحدة لسنوات بيع طائرات مقاتلة متطورة لدول الخليج، رغم العلاقات الوثيقة واستثمارات دول الخليج الضخمة في الولايات المتحدة".

ولفت التقرير العبري إلى أن إسرائيل ومصر يشتركان في أصول استراتيجية، وحتى الآن، بعد 45 عامًا من توقيع اتفاقية السلام، نجحتا في الحفاظ عليها: بدءًا من العملية في البحر الأحمر ومنع الحوثيين من السيطرة على الطريق البحري من الشرق إلى الغرب، مرورًا بالأنشطة الاستخباراتية في أفريقيا، والحرب ضد داعش في سيناء، وحتى الأنشطة ضد العدو المشترك إيران، على حد زعم التقرير.

وتابعت الصحيفة: "لذلك، فإن أي انتهاك للاتفاقية بين البلدين قد يُسبب خللًا في توازن المصالح المتبادلة، وهو أمر لا يرغب فيه أي منهما. ومن هنا، نستنتج أن العلاقات بين مصر وإسرائيل، التي تمر عبر الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والخليج، لا يمكن أن تتأثر سلبًا، لا سيما في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدها الشرق الأوسط في العامين الماضيين".

الخبير المصري محمد مخلوف

خبير مصري: تقرير إسرائيلي محاولة للوقيعة بين مصر والدول العربية

وقال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، محمد مخلوف، لقناة RT، ردًا على تقرير عبري زعم وجود "تعاون استراتيجي" بين مصر وإسرائيل، رغم التوترات الحالية، وادّعى أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء تتم "بتنسيق مع الجانب الإسرائيلي"، بهدف منع الفلسطينيين من التدفق نحو الأراضي المصرية.

إسرائيل خرقت السلام أولًا

شدد مخلوف على أن إسرائيل هي من انتهكت اتفاقية السلام، لا مصر، من خلال:

  • احتلالها لمحور فيلادلفيا،
  • عرقلتها المتكررة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة،
  • وجرائمها ضد المدنيين.

وقال:

“ما تنشره ‘معاريف’ ليس تحليلًا، بل رسالة موجهة من الموساد. تريد استدراج مصر للإعلان أنها لن تتحرك عسكريًا ضد إسرائيل، وبالتالي توريطها في مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.”

وأكد أن مصر لم ولن تتعاون مع إسرائيل ضد أي دولة عربية أو إسلامية، بل تعمل — رغم تعنت تل أبيب — على دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا وأمنيًا.

خطاب السيسي يُقلق إسرائيل

لفت مخلوف إلى أن استخدام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لكلمة “العدو” في إشارة إلى إسرائيل خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة، شكّل تحولًا كبيرًا في الخطاب الرسمي المصري.

“منذ كامب ديفيد عام 1979، لم يُطلق أي رئيس مصري رسميًا لقب ‘العدو’ على إسرائيل. هذا التغيير رسالة واضحة: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، والسلام لم يعد مقدسًا إذا استمرت الانتهاكات.”

وأشار إلى أن هذا التصعيد في الخطاب أثار قلقًا في تل أبيب، ما دفعها لشن حملة إعلامية مضادة لتهدئة الموقف.

مصر ليست من تعيق المساعدات

نفى مخلوف بشدة ما تروّجه إسرائيل من أن مصر تتحمل مسؤولية منع دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الفلسطيني نفسه نفى ذلك علنًا.

“عندما زار معبر رفح، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن المعبر مفتوح من الجانب المصري دائمًا، وأن آلاف الشاحنات جاهزة لكن إسرائيل تمنع دخولها. مصر قدمت 80% من المساعدات، بينما إسرائيل تفرض حصارًا إنسانيًا ممنهجًا.”

التهجير خط أحمر.. والرد سيكون مفاجئًا

رغم حدة التوتر، يستبعد مخلوف حربًا شاملة بين مصر وإسرائيل، لكنه حذّر من أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين قسرًا نحو الحدود المصرية ستُقابل برد غير متوقع.

“التهجير خط أحمر لمصر والأردن وكل الأشقاء العرب. الجيش المصري جاهز لكل الاحتمالات. ما نُعلن عنه في التدريبات مثل ‘النجم الساطع’ هو جزء صغير فقط. ما لم يُكشف عنه... سيُفاجئ الجميع.”

حرب نفسية.. لا عسكرية (حتى الآن)

في الختام، رأى مخلوف أن ما تفعله إسرائيل اليوم هو حرب نفسية وإعلامية، تهدف إلى:

  • الضغط على مصر لقبول تنازلات،
  • تصدير مسؤولية فشلها في غزة،
  • وإرباك الموقف العربي.

لكن مصر، كما قال، تقرأ المشهد بوعي، وتتحرك بحذر استراتيجي، مع ترك الباب مفتوحًا لكل الخيارات إذا لزم الأمر.

“لا نريد الحرب، لكننا لن نسمح بخرق سيادتنا أو تهجير الفلسطينيين. السلام خيار، لكنه ليس مطلقًا. والخطوط الحمراء... لن تُمس.”

من جهته أوضح الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي في تصريحات لـ RT أن هذا التقرير الإسرائيلي يأتي في إطار حرب نفسية مدروسة.

وأوضح استاذ القانون الدولي أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء تأتي في إطار الحق السيادي المطلق لمصر في حماية أمنها القومي وحدودها مؤكدا أن

"هذه التحركات لا تحتاج موافقة أو تنسيق مع أي طرف خارجي بما في ذلك إسرائيل، مؤكدا أن اتفاقية كامب ديفيد لا تمنع مصر من اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمنها القومي خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للمنطقة".

ونفى الدكتور مهران بشدة أي تعاون أمني أو استخباراتي بين مصر وإسرائيل مؤكدا أن

"هذه الادعاءات الإسرائيلية محاولة يائسة لتلطيخ سمعة مصر وتشويه موقفها المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تقف بحزم مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وأن أي حديث عن تعاون مع العدو الصهيوني هو مجرد أوهام إسرائيلية".

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول استغلال الوضع الإقليمي المعقد للإيحاء بوجود تحالف خفي معها ضد إيران أو جماعات المقاومة مؤكدا أن

"مصر لا تحتاج تحالفا مع إسرائيل لحماية أمنها القومي وموقف مصر من أي تهديدات إقليمية تحدده المصلحة الوطنية المصرية وليس الأجندة الإسرائيلية".

وحذر من أن الهدف الحقيقي من هذا التقرير هو محاولة إسرائيل التطبيع مع الواقع الجديد بعد وصف الرئيس السيسي لها بالعدو والإيحاء بأن العلاقات ما زالت طبيعية رغم هذا التصريح التاريخي، مؤكدا أن استخدام الرئيس السيسي لكلمة العدو يمثل تحولا جوهريا في الموقف المصري ولا يمكن تجاهله أو التقليل من أهميته.

ولفت الدكتور مهران إلى أن: 

"الحديث عن صفقات الغاز المزعومة بين مصر وإسرائيل هو محاولة إسرائيلية لخلق انطباع بوجود مصالح اقتصادية مشتركة تمنع التصعيد"

وأكد أن مصر تحتفظ بكامل حقها السيادي في اتخاذ أي قرارات تراها مناسبة لحماية أمنها القومي ودعم الشعب الفلسطيني دون الحاجة لاستشارة أو تنسيق مع أي طرف خارجي. وشدد على أن التزام مصر بالقانون الدولي لا يعني القبول بالانتهاكات الإسرائيلية أو التخلي عن الدفاع عن الحقوق العربية المشروعة.

واعتبر أن محاولات إسرائيل زرع الفتنة بين مصر وأشقائها العرب محكوم عليها بالفشل لأن الشعب المصري والقيادة المصرية يدركان جيدا طبيعة العدو الصهيوني وأساليبه في التضليل والخداع مؤكدا أن مصر ستبقى دائما في قلب الأمة العربية وحارسة لقضاياها المصيرية.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news76354.html