2025/09/05
تحذير من خطر خفي في المشروبات الغازية التي يشربها الملايين يومياً

 

 

حذّر خبراء من خطر خفي يهدد الملايين ممن يستهلكون المشروبات الغازية الخالية من السكر يومياً، بعدما كشفت دراسة حديثة أن المُحلّيات الصناعية الشائعة قد تسرّع من تراجع القدرات الدماغية وترتبط بزيادة خطر الخرف على المدى الطويل.

البحث الذي أجرته جامعة ساو باولو في البرازيل أشار إلى أن شرب عبوة واحدة فقط من مشروبات الدايت الغازية يومياً – أي ما يعادل نحو 191 ملغ من المُحلّيات مثل الأسبارتام – يزيد من معدل شيخوخة الدماغ بنسبة 62% مقارنة بمن يستهلكون كميات ضئيلة لا تتجاوز 20 ملغ يومياً، ويعادل هذا التأثير حوالي 1.6 عام إضافي من التقدم المعرفي المبكر، بحسب ما نشرته ديلي ميل. 

المُحلّيات الصناعية مثل الأسبارتام، السكارين، أسيسولفام-K، الإريثريتول، الزايليتول، السوربيتول، والتاغاتوز، تُستخدم بكثرة في مشروبات الدايت، المياه المنكهة، مشروبات الطاقة، الزبادي قليل السعرات، وبعض الحلويات والمنتجات الخالية من السكر مثل العلكة والمعجون. ورغم اعتبارها بديلاً صحياً للسكر لتقليل السعرات الحرارية، إلا أن نتائج الدراسة طرحت تساؤلات جدية حول آثارها على الدماغ.

الدكتورة كلوديا كيمي سوي موتو، أستاذة مساعدة في أمراض القلب والخرف والمشاركة في الدراسة، قالت إن النتائج "تشير إلى أن المحليات منخفضة أو عديمة السعرات قد تترك آثاراً سلبية على الصحة العقلية مع مرور الوقت"، موضحة أن التأثير شُوهد لدى الأشخاص في منتصف العمر سواء كانوا مصابين بالسكري أم لا، لكن مرضى السكري كانوا الأكثر عرضة للخطر لأنهم يعتمدون على هذه البدائل بشكل أكبر.

وخلال متابعة استمرت ثماني سنوات شملت 12,772 شخصاً بمتوسط عمر 52 عاماً، أجرى الباحثون اختبارات دورية لقياس الذاكرة والانتباه وسرعة معالجة المعلومات. ووجدوا أن من استهلكوا أعلى كميات من المُحلّيات الصناعية تراجع أداؤهم الإدراكي بشكل أسرع من غيرهم، خاصة من هم دون سن الستين، حيث ظهرت لديهم مشكلات في الطلاقة اللفظية والذاكرة.

الباحثون أوضحوا أن الشيخوخة الدماغية ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض تنكسية عصبية مثل الخرف والزهايمر، مؤكدين أن النتائج تستدعي المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة المباشرة وتحديد بدائل أكثر أماناً، مثل العسل أو شراب القيقب أو السكر الطبيعي من جوز الهند.

تأتي هذه النتائج في وقت كانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت عام 2023 مادة الأسبارتام على أنها "قد تكون مسرطنة للبشر"، لكنها أشارت إلى أن الخطر الأكبر يواجه من يستهلكون كميات كبيرة جداً منها.

ويعاني أكثر من 4.3 ملايين شخص في بريطانيا من مرض السكري، فيما يجهل نحو 850 ألف شخص إصابتهم بالمرض. وبحسب الأطباء، فإن الاعتماد الكبير على بدائل السكر الصناعية قد يضاعف المخاطر الصحية لهؤلاء المرضى.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news75856.html