2025/08/26
التصعيد بين الدول.. متى يصل إلى طرد السفير وقطع العلاقات؟

 

 

ليست هناك قواعد دبلوماسية ثابتة لمسار الخلافات بين الدول، حيث قد تؤدي قضية معينة إلى انفجار في العلاقات وسحب متبادل للبعثات الدبلوماسية وتجميد أرصدة وصولاً إلى إعلان حروب. لكن في عالم الدبلوماسية المنظمة هناك سُلَّم للتصعيد الدبلوماسي، وهي أعراف غير مكتوبة في العلاقات الدولية تجعل خطوات الاحتجاج أو الاعتراض تتدرج من الأدنى إلى الأعلى قبل الوصول إلى القطيعة أو المواجهة. التدرج غالباً يأخذ المسار التالي (مع مرونة بحسب طبيعة الأزمة):

تبدأ الدول بإصدار بيانات احتجاج أو إدانة، ويُستدعى دبلوماسي من سفارة الدولة الأخرى (غالباً القائم بالأعمال أو السفير) إلى وزارة الخارجية لإبلاغه الاحتجاج شفهياً أو كتابياً. على سبيل المثال، في أغسطس 2025، استدعت فرنسا السفير الأميركي لدى باريس، تشارلز كوشنر، بعد نشره رسالة علنية تتهم الحكومة الفرنسية بالتقاعس في مواجهة معاداة السامية.

استدعاء السفير للاحتجاج

استدعاء السفير لإبلاغه احتجاجاً شديد اللهجة خطوة رمزية مهمة. أحياناً يتم تسليم مذكرة احتجاج مكتوبة. وقد يُستدعى السفير أكثر من مرة إذا تكررت الأزمة. ومثالاً، في شهر يوليو الماضي استدعت ألمانيا السفير الصيني لديها، متهمة جيش بلاده بتوجيه الليزر إلى طائرة ألمانية تعمل في مهمة سلامة الملاحة في البحر الأحمر التابعة للاتحاد الأوروبي.

استدعاء السفير "للتشاور"

هنا تقوم الدولة التي تشعر بالضرر باستدعاء سفيرها من الدولة الأخرى إلى عاصمتها. وهذه رسالة أقوى من مجرد الاحتجاج، وتُفهم عادة كتوتر واضح في العلاقات. ويُسمى «استدعاء للتشاور» كي لا يبدو كقطع كامل للعلاقات. ومثال ذلك استدعاء كل من الجزائر وفرنسا لسفيريهما في أبريل الماضي في سياق توتر مزمن في العلاقات.

خفض التمثيل الدبلوماسي

تُبقي الدولة على العلاقات لكنها تُنزلها من مستوى «سفير» إلى «قائم بالأعمال». هذا يعني أن العلاقات لم تنقطع كلياً، لكنها في أدنى درجاتها الرسمية. مثال، خلال تصاعد النزاع الحدودي، خفّضت تايلاند مستوى التمثيل مع كمبوديا إلى قائم بالأعمال فقط، بعد استدعاء السفير من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي من بانكوك.

طرد الدبلوماسيين

تستخدم عندما ترى الدولة أن الطرف الآخر تجاوز الخطوط الحمراء. ويعد طرد الدبلوماسيين أو إعلانهم "أشخاصاً غير مرغوب بهم" تصعيداً قوياً، وأحياناً يُقابل بالمثل. مثال ذلك الطرد المتبادل بين روسيا وعدد من الدول الأوروبية لدبلوماسيين متهمين بأنشطة معادية. وآخر الأمثلة، إعلان الحكومة الأسترالية الثلاثاء طرد السفير الإيراني وسحب سفيرها من طهران وتعليق عمليات سفارتها هناك، متّهمة إيران بالوقوف خلف هجومين معاديين للسامية في ملبورن وسيدني.

قطع العلاقات الدبلوماسية

هنا تغلق السفارات ويُنهي كل طرف بعثته لدى الآخر. هذا هو الحد الأقصى في الخلافات السياسية والدبلوماسية، ويعني أن التواصل المباشر توقف. مثال على ذلك، قرار رواندا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلجيكا بعد اتهامها بـ"الانحياز" إلى لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news75489.html