2025/07/13
تكلفة الولادة حسب الجنس.. نقاش يغزو مواقع التواصل في هذا الدوله

 

فَجَّرَ أطباء جزائريون مفاجأة، بكشف ممارسات عند عدد من العيادات الخاصَّة، وهي التمييز في الأسعار بين ولادة الذكر والأنثى، ما أحدث ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، إذ استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الممارسات.

 

وكانت الاختصاصية في طب النساء، بولاية عنابة (536 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر) س.حدادي، أول من نشر فيديو لكشف هذه الممارسات، وأوضحت في اتصال مع "العربية.نت"، أنها "استقبلت سيدة مقبلة على الولادة، قالت إنها قدمت إليها خصيصاً، لأنه في ذات الولاية لا توجد فروقات في الأسعار بين ولادة الذكر أو الأنثى".

 

 

 

واكتشفت الطبيبة بعد تواصل متابعيها معها، بأنَّ "الكثير من العيادات في الجزائر، تميز بين الولادتين، وبفروقات في الأسعار تصل في بعض الأحيان إلى النصف".

 

وأضافت المتحدثة قائلة: "كانت صدمة بالنسبة لي، اعتقدت أن هذه الممارسات انتهت، خاصة وأنني عادة ما أستقبل الأزواج الذين يفرحون كثيرا بالأنثى، وأحيانا أكثر من فرحهم بالذكر".

 

فيما نفت الاختصاصية وجود أيَّ فرق بين ولادة الذكر وبين ولادة الأنثى، يبرر الفارق في السعر: "أعتقد أن السبب استمالة عاطفة الآباء الذين يفرحون بالذكور، واستغلال ذلك لأغراض تجارية، قد يكون السبب الوحيد".

 

إلى ذلك عَلَّقَ الجزائريون، على مواقع التواصل الاجتماعي، على هذه الممارسات حيث استنكروها، بداية بالمنتسبين لقطاع الصحة، حيث أكد الدكتور منصف بوربيعة، في فيديو هذه الممارسات، وعلق بالقول إنَّ "هذا الفعل يثبت في الطفل منذ الصغر هذا التمييز بين الجنسين، ما يجعلنا نعود إلى عصر الجاهلية الأولى، فقط الفارق أنهم كانوا يئدون البنات، واليوم يحتسبون سعر ولادتهم أقل".

 

وطالب الطبيب السلطات بالتدخل العاجل للتحقيق في هذه الممارسات، ومعاقبة المتورطين فيها.

 

لا اختلاف علميا أو إجرائيا

بدوره نفى الطبيب المختص في الصحة العموممة، امحمد كواش وجود أي فوارق علمية تبرر فروقات الأسعار في الولادة بين الذكر والأنثى: "عدا الولادة الطبيعية أو القيصرية، التي تستلزم كل واحدة منهما، إشرافا مختلفا، فإن الولادة بالنسبة للذكر هي نفسها بالنسبة للأنثى، ولا وجود لأيّ اختلاف علمي أو مبرر طبي".

 

وأضاف كواش في تصريحه لـ"العربية.نت" بأنه: "سواء بالنسبة للطاقم الطّبي أو المعدات المستعملة أو التدابير القبلية والبعيدة، أو الأسرة أو غيرها، كلها لا تختلف، ما يجعل من وضع فروقات في الأسعار لا مبرر له من الناحية العملية والطبية، ولا يمكن إلا أن يكون نتيجة لمحاولة استغلال الجانب العاطفي لدى الوالد".

 

تفضيل الذَّكر ذهنية لا تزال منتشرة

وفيما إذا كانت ذهنية تفضيل الذكور على الإناث شائعة في الجزائر، إلى درجة استغلالها من طرف بعض العيادات الخاصة في التلاعب بالأسعار، ردَّ المختص الاجتماعي، عبد الحفيظ صندوقي، قائلا إنَّ "هذه الذهنيات لا تزال موجودة ليس في الجزائر فقط، ولكن حتى في أكثر البلدان تطورا، لكن بنسب متفاوتة، مثلما هي موجودة بنسب تختلف من ولاية لأخرى، ولكن أيضا بين المناطق الريفية والمدنية".

 

وأضاف المتحدث لـ"العربية.نت"، بأنَّ "المجتمع يرى في الولد، الوريث وحامل الاسم العائلي والسند مستقبلا، ورغم تغير العصر، حيث صارت النساء يعملن ربما بنفس القدر أو أكثر من الرجال، ورغم بروزهن في العديد من المجالات حتى "الرجالية" منها، فإن الكثير لا يزال يعتبر أنَّ إنجاب الذكور نعمة، وإنجاب البنات قد لا يكون بمثل ذلك القدر".

 

وحسب المختص فإنََّ "اللعب على أوتار التمييز في الجنس، قد يكون المحرك الوحيد لتلك العيادات الخاصّة، في ظل غياب أي سبب علمي واضح، أما بالنسبة للمواطنين، فلا يمكنهم الاحتجاج، كون العيادة خاصة وتفرض قوانينها وأسعارها، خاصة في المناطق التي يكون فيها الإشراف في المصالح الاستشفائية العمومية رديئا".

 

غير أنَّ صندوقي نبه إلى تفصيل آخر: "بعد أن وَقَّعَتْ بعض العيادات الخاصَّة عقدا مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فقد صار لزاما على تلك المصحات أن تلتزم بالحد الأدنى من المهنية في العمل، فالمقبلة على الولادة، يدفعن جزءًا كبيرًا من مبلغ العملية من اشتراكاتهن أو اشتراكات أزواجهن في الصندوق".

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news73935.html