2025/07/03
غزة.. هل تفضي الجهود الدولية إلى هدنة إنسانية شاملة؟

 

 

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" تطوراً نوعياً، وسط ما وصفه دبلوماسيون مطّلعون بـ"الفرصة الكبيرة" للوصول إلى اتفاق يُنهي دوامة العنف في قطاع غزة، ويفتح الطريق أمام تهدئة شاملة تخفف من معاناة المدنيين وتعيد تنشيط المسار السياسي.

وأكد دبلوماسي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن مؤشرات إيجابية بدأت تتبلور على الأرض، وأن جميع الأطراف باتت أقرب إلى التفاهم من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن "الخطاب الأميركي المتوازن تجاه إسرائيل عزز ثقة حركة حماس بإمكانية التوصل إلى اتفاق بضمانات دولية".

بنود إنسانية

بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول مصري رفيع، فإن المقترح المطروح حالياً يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين، مقابل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق غزة، مع السماح بدخول عاجل للمساعدات الإنسانية.

وتم الاتفاق وفق المسؤول المصري الرفيع، على أن تتولى الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني إدارة عمليات توزيع المساعدات، إلى جانب استمرار عمل مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تحظى بدعم أميركي وإسرائيلي، بما يضمن وصول الإغاثة إلى مستحقيها دون عراقيل.

وفيما يخص إدارة غزة ما بعد الهدنة، يشير المقترح إلى تشكيل لجنة مجتمع مدني فلسطيني مستقلة، بعيدة عن التشكيلات الحزبية، تتولى الإشراف على الشؤون اليومية، وهو ما يتماشى مع الطروحات الدولية المطالبة بإدارة مدنية محايدة.

هدنة لـ60 يوماً

وفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن الاتفاق يتضمن وقفاً لإطلاق النار مدته 60 يوماً، يشمل انسحاباً تدريجياً وفتح المجال لمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين، بإشراف الولايات المتحدة ودول عربية فاعلة. وقد شددت هذه الأطراف على أهمية استمرار المسار التفاوضي لما بعد الهدنة للوصول إلى حل دائم.

الاقتراح الحالي، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ينص على تبادل أسرى ورهائن على مراحل، تشتمل على إطلاق 10 رهائن أحياء، و18 رهينة متوفين، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.

وأفادت مصادر مطلعة بأن قيادة "حماس" ستجتمع خلال ساعات لمناقشة المقترح، في حين يتصاعد الضغط الداخلي في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو لتبنِّي اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً.

وتشير تقارير إلى أن الوفود قد تدخل في محادثات غير مباشرة داخل مبنى واحد، على أن تُتبادل الرسائل بين الجانبين بسرعة لتذليل العقبات، لا سيما تلك المرتبطة بجدول الانسحاب الإسرائيلي ومواقعه خلال فترة وقف إطلاق النار.

مبادرات

شهد الصراع في غزة منذ اندلاعه عام 2023 محاولتين رئيسيتين لوقف إطلاق النار؛ الأولى في نوفمبر 2023 واستمرت أسبوعاً فقط، والثانية في يناير 2025، قبيل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتم خلالها إطلاق عشرات الرهائن والأسرى.

لكن المرحلة الثانية من الهدنة، والتي كانت تستهدف وقفاً دائماً لإطلاق النار، انهارت في مارس 2025 حين استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية، ما أدى إلى تجميد المحادثات وتأزيم الوضع الإنساني مجدداً.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news73572.html