2025/07/03
فوردو.. لغز الصمود أمام الضربات الأمريكية

 

 

في تحول لافت في الخطاب الرسمي الإيراني، أقرّ وزير الخارجية عباس عراقجي بأن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في 22 يونيو الماضي ألحقت "أضراراً جسيمة وواسعة" بموقع فوردو النووي، أحد أكثر المنشآت تحصيناً في البنية التحتية النووية الإيرانية.

جاء هذا التصريح في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، ليشكل أول اعتراف من طهران بخطورة الخسائر التي طالت منشآتها تحت الأرض، بعد أيام من نبرة تهوينية رسمية.

عراقجي أوضح أن "لا أحد يعلم بدقة ما حدث داخل فوردو"، لكنه أكد أن "المنشآت تعرّضت لأضرار كبيرة وخطيرة"، وأن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تجري تقييماً شاملاً ستعرضه على الحكومة لاحقاً.

الضربات التي استهدفت فوردو، ونطنز، وأصفهان، نفذتها قاذفات الشبح الأميركية من طراز "بي 2 سبيريت"، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من نوع "بانكر باستر"، بهدف اختراق المنشآت النووية العميقة.

وأعلن حينها الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الهجمات "دمرت بالكامل" قدرات إيران النووية، واصفاً العملية بأنها "ناجحة بنسبة 100%".

لكنّ تقييمات لاحقة، نُشرت في " سي إن إن" و"نيويورك تايمز"، نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن الضربات ربما عطلت البرنامج النووي الإيراني لأشهر، وليس لسنوات كما كانت تأمل واشنطن.

وخالف مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف هذا التقدير، مؤكداً أن "الضرر بالغ وقد يتطلب سنوات للإصلاح".

تقارير مشككة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الأحد، نقلاً عن مصادر مطّلعة على تقارير استخباراتية سرية، أن اتصالات تم اعتراضها بين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى أظهرت شكوكاً داخلية بشأن حجم الأضرار التي خلّفتها الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية في إيران، مشيرة إلى أن الأثر كان أقل مما أُعلن عنه رسمياً.

ووفقاً للمعلومات، تساءل مسؤولون إيرانيون في تلك الاتصالات عن سبب عدم تحقيق الهجمات، التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نتائج تدميرية بحجم التوقعات.

لكن مسؤولاً استخبارياً أميركياً بارزاً شدّد على أن هذه المعطيات تمثل جزءاً محدوداً من المشهد الاستخباري الكامل، مؤكداً أن التقييم الشامل يتطلب تحليل مصادر متعددة.

نشاط مشبوه

وكانت صور للأقمار الاصطناعية أظهرت حركة مكثفة لآليات وشاحنات عند مدخل موقع فوردو قبل أيام من الضربة، ما عزز فرضية أن إيران نقلت مواد نووية حساسة – بينها يورانيوم مخصب وأجهزة طرد مركزي – إلى مواقع غير معلومة.

وهو ما أكدته مصادر إيرانية لاحقاً أن "المواد الخطرة أُخرجت من المنشأة قبل الهجوم"، فيما شكك ترمب بهذا الادعاء قائلاً: "لم يحركوا شيئاً".

معركة الـ12 يوماً

تأتي هذه التطورات بعد صراع مسلح استمر 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، بدأ في 13 يونيو بضربات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية ومدنية ونووية داخل إيران. وأسفر النزاع عن مقتل 606 إيرانيين وإصابة أكثر من 5000 آخرين، وفق وزارة الصحة الإيرانية، بينما ردت طهران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أهداف داخل إسرائيل، أوقعت 29 قتيلاً وجرحت أكثر من 3000، بحسب أرقام من الجامعة العبرية في القدس.

الاشتباكات توقفت في 24 يونيو بعد تدخل دبلوماسي أميركي قاد إلى وقف لإطلاق النار. لكن قادة الجيش الإيراني شككوا في التزام إسرائيل بالهدنة، وقال رئيس الأركان عبد الرحيم موسوي إن إيران "مستعدة للرد بقوة" في حال استؤنفت المعارك.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news73543.html