2025/06/21
النفط الإيراني يتراجع... وأمن الطاقة يربك حسابات الصين

 

بينما تنشغل القوى الغربية بقراءة تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران من زاوية الأمن الإقليمي، تراقب الصين المشهد من زاوية أكثر خطورة هي "أمن الطاقة"، فقد دفعت التوترات الجيوسياسية التي تعصف بالشرق الأوسط الرهانات الصينية في المنطقة إلى الوقوف على المحك، مهددة بتحويلها من ورقة نفوذ إلى خسارة استراتيجية مؤلمة.

 

ولطالما بنت بكين علاقتها بالشرق الأوسط على ركيزتين واضحتين: تحالف سياسي واقتصادي مع إيران، وتدفّق ثابت لنفط رخيص يغذي نموها الاقتصادي.

 

 

ووفق ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز، كانت الصين حتى وقت قريب تستورد أكثر من 1.6 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني، من أصل 2.4 مليون برميل تُصدّرها طهران. أما الآن، فقد تراجع الرقم إلى 740 ألف برميل فقط، بسبب التوترات الأمنية والعقوبات والتهديدات المتصاعدة.

 

ويكمن التهديد الأكبر في مضيق هرمز، شريان الطاقة العالمي الذي تمر عبره مئات مليارات الدولارات من النفط والغاز. ومع التلويح الإيراني بإغلاقه، بدأت بكين تستشعر الكارثة: ماذا لو توقف تدفّق الطاقة فجأة؟

 

تمتلك الصين احتياطيًا نفطيًا يكفي لقرابة 90 يومًا، إلا أن أسعار الغاز الطبيعي المسال قد ترتفع، وخطوط الإمداد من الخليج، خصوصًا من قطر والإمارات، قد تصبح عرضة للتأثر أو التأخير.

 

ورغم تسريع الصين خطواتها في التحول نحو الطاقة المتجددة، التي شكّلت 56% من القدرة الكهربائية عام 2024، إلا أن هذه البدائل ما تزال باهظة الثمن وغير قادرة بعد على سد الفجوة في حال اندلاع أزمة طاقة حادة.

 

وهناك أمر أخطر، وهو أن تراجع الدور الإيراني في المنطقة يعني تراجعًا في النفوذ السياسي الصيني أيضًا، مما قد يعيد ترتيب موازين القوى الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news73108.html