2025/05/25
اكتشف نوع ذكائك الحقيقي... قد تفاجئك النتيجة!

 

في عام 1983، أحدث عالم النفس التنموي في جامعة هارفارد، هاورد غاردنر، نقلة نوعية في فهم الذكاء البشري، عندما قدّم نظريته الشهيرة المعروفة باسم "الذكاءات المتعددة"، فقد تجاوز هذا التصور الجديد المفهوم التقليدي للذكاء الذي كان محصوراً في اختبارات الذكاء (IQ)، ليفتح الباب أمام فهم أوسع وأكثر شمولًا لقدرات الإنسان.

تُقسّم نظرية غاردنر الذكاء إلى ثمانية أنماط مستقلة، هي: الذكاء الذاتي (الشخصي الداخلي)، اللغوي، المنطقي-الرياضي، الجسدي-الحركي، الاجتماعي، الموسيقي، البصري-المكاني، والطبيعي، وتدعو هذه الرؤية إلى الاعتراف بتنوع القدرات الإنسانية، وترفض تصنيف الناس ببساطة إلى "أذكياء" أو "غير أذكياء"، StarsInsider.

تجاوز المفاهيم التقليدية

سلّط غاردنر الضوء على أهمية المهارات التي لا تُقاس بالأرقام، مثل القدرة على التواصل مع الأطفال أو العناية بهم، والتي تُعد شكلاً من أشكال الذكاء الاجتماعي. ورغم أنها لا تحظى غالبا بالتقدير الكافي، فإن من يمارسون التعليم أو الرعاية يبرعون فيها، ويُظهرون قدرة فطرية على الفهم والتفاعل.

كما أشار إلى أن التحول نحو الحياة الحضرية ساهم في تهميش بعض أنواع الذكاء، مثل الذكاء الطبيعي أو الموسيقي، رغم كونها عناصر حيوية لبقاء المجتمعات في الماضي.

ويرى أن إعادة النظر في مفهوم الذكاء قد تفتح آفاقا أوسع أمام الأفراد لتحديد مساراتهم المهنية وتقدير ذواتهم، خصوصا أولئك الذين يملكون مهارات لا تحظى بتقييم اقتصادي عالٍ في العصر الحديث.

أبرز أنواع الذكاء حسب النظرية

الذكاء الذاتي (الشخصي الداخلي): يتمثل في فهم الذات بعمق، والوعي بالعواطف، ومعرفة نقاط القوة والضعف، يبرع فيه عادة من يكتبون اليوميات أو الشعر، وقد يعملون في مجالات مثل الفلسفة، التاريخ، أو الإرشاد النفسي.

الذكاء اللغوي: يظهر لدى من يمتلكون قدرة استثنائية على التعبير بالكلمات، سواء كتابة أو تحدثا. يتجلى في الصحافة، الكتابة، القانون، والإعلام.

الذكاء الجسدي-الحركي: يعكس مهارة عالية في استخدام الجسم لأداء مهام دقيقة، ويبرز في الرياضة، النجارة، أو الإطفاء.

الذكاء الاجتماعي: يتجلى في القدرة على فهم الآخرين والتواصل معهم بفعالية. يزدهر في مجالات مثل التعليم، الإرشاد، العمل الاجتماعي، والمبيعات.

الذكاء المنطقي-الرياضي: يُعد من أكثر الأنماط وضوحا، ويشمل مهارات التفكير التحليلي، حل المسائل، وفهم العلاقات السببية. يتجلّى في البرمجة، الهندسة، العلوم، التحليل المالي، والرياضيات.

الذكاء الموسيقي: يرتبط بالحس العالي تجاه الإيقاع والنغم. يظهر لدى الموسيقيين، قادة الفرق، المصممين الصوتيين، ومعالجي الموسيقى.

الذكاء البصري-المكاني: يتجسد في القدرة على تكوين صور ذهنية دقيقة وتحويلها، ويُلاحظ لدى المصممين، المعماريين، المصورين، والمخرجين.

الذكاء الطبيعي: يتمثل في الارتباط الوثيق بالطبيعة، والقدرة على فهم الكائنات الحية والبيئة. يتجلى في الزراعة، علم المناخ، تنسيق الزهور، والدعوة لحماية البيئة.

دعوة إلى فهم أكثر إنصافاً للعقل البشري

يشدد غاردنر على أن النظر إلى الذكاء من منظور متعدد الأبعاد يساعد الأفراد على اكتشاف نقاط القوة الفريدة لديهم، ويعزز تقديرهم لذاتهم. فكل إنسان يمتلك نوعا أو أكثر من الذكاء، يمكن أن يكون له أثر إيجابي ومميز في العالم من خلاله.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news72263.html