قتلت الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة عشرات الفلسطينيين خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما تحدثت حصيلة حقوقية عن سقوط 595 طفلاً فلسطينياً و308 نساء منذ مارس، في حين حذر تقرير للمنظمات الأهلية من أن الدواء والغذاء ينفدان وسوء التغذية ينتشر في صفوف الأطفال.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 90 شخصاً لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وقالت الفرق الطبية، إن 15 فلسطينياً على الأقل قضوا ليلاً، وبينهم نساء وأطفال، وكان بعضهم يتخذ من منطقة إنسانية ملجأ. وأضافت، إن 11 فلسطينياً، على الأقل، قضوا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، كان العديد منهم في خيمة بمنطقة المواصي حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين.
ولقي أربعة آخرون حتفهم في عمليات قصف منفصلة بمدينة رفح، بما في ذلك أم وابنتها، بحسب المستشفى الأوروبي.
أطفال ونساء
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن إسرائيل قتلت منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 18 مارس الماضي، 595 طفلاً فلسطينياً و308 سيدات. وأضاف، في بيان أمس، إنه مع استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي، تصدّر النساء والأطفال قائمة الضحايا، لتجد النساء أنفسهن بين قصف يسلب حياتهن، أو قصف يفقدهن أطفالهن.
ونقلت وكالة وام عن بيان المركز أن «حصيلة الشهداء من الأطفال ارتفعت إلى 18 ألفاً و44 طفلاً، أما من النساء فوصلت إلى 12 ألفاً و402 سيدة».
ودقت جماعات إغاثية ناقوس الخطر، حيث حذرت من أن آلاف الأطفال أصبحوا يعانون من سوء التغذية وبالكاد يتناول أغلبهم وجبة واحدة في اليوم فيما يتراجع المخزون، بحسب الأمم المتحدة. وحثت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، حنان بلخي، السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل، مايك هاكابي أمس، على دفع تل أبيب إلى رفع الحصار عن غزة حتى يتسنى دخول الأدوية وغيرها من المساعدات إلى القطاع. وقالت بلخي: «أتمنى أن يذهب ويرى الوضع بشكل مباشر».
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع هو العائق الأكبر أمام تقديم المساعدات للسكان. وأفاد المتحدث باسم المكتب الأممي ينس لاركيه، بأن المخزون من المواد الغذائية والطبية ينفد تماماً، والقطاع أصبح في حاجة ماسة إلى كل الاحتياجات الأساسية، وهو ما يتطلب وقفاً لإطلاق النار.
وأضاف: «هناك الكثير من العقبات أمام تقديم المساعدات لسكان غزة، خاصة في طرق الوصول إلى الشمال، والأمر نفسه أيضاً في الجنوب، لذلك هناك حاجة إلى مسارات آمنة للوصول إلى المناطق كافة في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية لدعم القطاع الصحي».
أوضاع تزداد سوءاً
قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، إن الأمور في القطاع تزداد سوءاً كل يوم. وتابع، إن الغذاء الدواء في غزة ينفدان وسوء التغذية ينتشر في صفوف الأطفال. وقال: «بتنا غير قادرين على التعامل مع نقص المساعدات في المخازن». وأضاف: «تضاؤل حصة الفرد من المياه إلى أقل من 6 لترات يومياً». وأشار إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من نقص الدواء ونقص الغذاء الخاص لهم. ودعا الشوا إلى تدخل فوري لوضع حد للأزمة الراهنة في قطاع غزة.