أشارت القناة 12 العبرية إلى أن أحد أسوأ كوابيس إسرائيل قد يتحقق على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت القناة 12 في مقال إلى أنه "في غضون أسبوع واحد فقط، أدانت المملكة العربية السعودية دولة إسرائيل خمس مرات على الأقل وانتقدت سياسات الحكومة بشدة - ولم تعد تستخدم لغة دبلوماسية حساسة، كما كانت تفعل في الماضي لإنجاز الأمور".
وأشار المقال إلى أن "الإدانة الأخيرة جاءت في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مستشفى المعمداني بمدينة غزة. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تدين بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المستشفى المعمداني في قطاع غزة، وتعارض بشدة هذا الهجوم الذي يشكل انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والأخلاقية".
وبحسب القناة 12، من "الصعب للغاية فهم الفجوة بين اللهجة القاسية التي تتخذها المملكة العربية السعودية، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، تجاه إسرائيل، ونفس بن سلمان الذي تحدث قبل أقل من عامين عن أكبر اتفاق تاريخي منذ نهاية الحرب الباردة، بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
الطريق إلى اتفاق سعودي أمريكي – بدون إسرائيل
أشارت القناة 12 العبرية إلى أن إسرائيل تحاول مرارا التقليل من أهمية التغيير الكبير في تصريحات وسياسة السعودية تجاهها، وتفسير أن هذه مواقف أصبحت مندمجة في الرأي العام العربي في ظل الحرب في غزة. ولكن منذ دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، بدأت المملكة تؤكد وليس فقط في الغرف المغلقة، أن مطلب إقامة دولة فلسطينية أو على الأقل "مسار واضح لإقامتها" هو مطلب أساسي، وأن الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان لن يتنازلا عنه.
وأضافت: "الحقيقة هي أن أي شخص يتابع محمد بن سلمان وتصريحاته قبل وبعد وصوله إلى السلطة يفهم جيدا أن القضية الفلسطينية ليست على رأس قائمة أولوياته. ولذلك فإن تصريحاته تثير التساؤلات. تصريح واحد هذا الأسبوع ينجح في تسليط الضوء على المفاوضات التي تجريها المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة، على مسار منفصل عن إسرائيل، كما يقدم إجابات عن التغيير في موقفها تجاه تل أبيب".
هذا الأسبوع، صرح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن إدارة ترامب تُجري محادثات مع السعوديين للتوصل إلى اتفاق يُتيح للمملكة الوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية، وقد يسمح لها حتى بتخصيب اليورانيوم بنفسها وعلى أراضيها، قائلا: "لم نتوصل إلى تفاصيل الاتفاق بعد، ولكن يبدو بالتأكيد أن هناك سبيلا لتحقيقه. هل هناك حلول تتضمن التخصيب هنا في السعودية؟ نعم".
وبحسب القناة العبرية "أثار البيان الأمريكي، الذي لم يلق رد فعل كبيرا في إسرائيل، صدمة في دول الخليج العربية التي تخشى أن إيران لن تكون بعد الآن الدولة النووية الوحيدة في المنطقة".
وفي وقت سابق، ربطت إدارة الرئيس السابق جو بايدن كل صفقة مع المملكة العربية السعودية - سواء كان برنامجا نوويا لأغراض الطاقة أو تحالفا دفاعيا مع الولايات المتحدة - باتفاقية تطبيع مع إسرائيل. مشيرة إلى أن "إدارة بايدن أوضحت للمملكة أنها لن تسمح بالتخصيب على أراضيها أو في الشرق الأوسط بشكل عام، حتى لا تضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل. وقد اتضح هذا الشرط للسعوديين بعد جهد دبلوماسي هائل قادته الحكومة السابقة، برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد، ضد الإدارة الأمريكية السابقة".
وسارع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى التغريد في أعقاب تصريح وزير الطاقة الأمريكي، وحث نتنياهو على أن تطالب حكومته الولايات المتحدة بعدم السماح للسعوديين بتخصيب اليورانيوم.
وتتمثل المخاوف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في أن أي خطوة من هذا القبيل ضد المملكة العربية السعودية قد تضر بإسرائيل، إذ بمجرد أن تسمح واشنطن لأي دولة إسلامية بتخصيب اليورانيوم في المنطقة، فإن إسرائيل ستخسر على الفور حجتها ضد إيران، وستستخدم طهران السابقة السعودية كذريعة لمواصلة تطوير برنامجها النووي. ويوضحون أن الجمهورية الإسلامية ستزعم أنها ستتصرف وفقا للمعايير الأمريكية ضد المملكة العربية السعودية المجاورة.
وتخشى إسرائيل من أن الربط الضروري لأي اتفاق سعودي أمريكي باتفاق مع إسرائيل لم يعد شرطا ضروريا، ويواصل مكتب رئيس الوزراء تجاهل هذا التطور الدراماتيكي.
ولفتت القناة العبرية الانتباه إلى أن "الكشف الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع عن أن ترامب منع هجوما إسرائيليا على إيران يعزز النهج السعودي الجديد. وتدرك الرياض أن إدارة ترامب تمتنع الآن عن أي عمل عسكري - من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل - ضد إيران، وهذا يلغي فعليا إلى حد ما الحاجة إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو نفس التطبيع الذي يسوقه نتنياهو منذ سنوات كضرورة استراتيجية للتنسيق بين إسرائيل ودول الخليج ضد العدو الإيراني، وخاصة فيما يتعلق بالعمل العسكري".
وتستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي ترامب الشهر المقبل، حيث سيتوجه إلى الرياض لإجراء بعض الأعمال.
وقالت القناة: "ربما تقنع الـ600 مليار دولار التي وعد بن سلمان باستثمارها في أمريكا ترامب بالموافقة على الصفقة الحلم التي ستجلب الاستقرار والأمن للمملكة. وبحسب الانطباع الذي يخلقه السعوديون، فإن هذه الصفقة لن تمر عبر إسرائيل، في الوقت الراهن، وبالتأكيد ليس في ظل استمرار الحرب في غزة".
وأضافت: "في حين يعكف ترامب وبن سلمان على صياغة اتفاقيات من شأنها أن تغير وجه الشرق الأوسط، تنشغل تل أبيب بمفاوضات من نوع مختلف، لا تنضج حتى الآن إلى صفقة، ولو جزئيا، لإعادة الأسرى في غزة. واتضح أن الوقت في الولايات المتحدة والعالم العربي لا يسيران وفق ساعة إسرائيل التي يرأسها نتنياهو".
المصدر: القناة 12 العبرية