2024/12/09
متحدث الخارجية القطرية: الأوضاع في سوريا تؤثر على منطقة الخليج

 

أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري، أن أحداث البحر الأحمر فضلاً عن تطورات الأوضاع في سوريا تؤثر على منطقة الخليج، مشيراً إلى أنه لم يعد في العالم صراعات محلية محصورة في حدود معينة، وإنما صراعات تؤثر تداعياتها على العالم بأسره، مبيناً في الوقت ذاته أن انعكاسات الأحداث في فلسطين تؤثر على الجامعات الأميركية، ما يؤكد الحاجة لتطور الدبلوماسية التقليدية لتصبح أكثر مرونة، مع الأخذ في الاعتبار التكنولوجيا الحديثة وأهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه للوصول إلى حلول مبتكرة.

 

"تعدد الأقطاب" يفرض التعاون

وأوضح الأنصاري أنه في السابق كان المشهد الجيوسياسي أكثر وضوحاً، خاصة مع وجود نظام عالمي ثنائي القطب يقسم الدول إلى شرق وغرب في هذه الفترة، أما اليوم فإن تعدد الأقطاب يؤكد أنه لا خيار أمام الجميع سوى تعاون الدول مع بعضها بعضا، خاصة الدول الصغيرة والمتوسطة، لتوفير السلام والاستقرار للأجيال المستقبلية.

 

 

وساطات قطر

وأوضح الأنصاري أن دولة قطر أكدت قدرتها على تحمل مهام الوساطة في تسوية النزاعات وحل الصراعات، فيما طورت أدواتها للعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق ذلك، وصولاً لتحقيق السلام المستدام في العالم، قائلاً في الوقت نفسه إن هناك العديد من الدول التي تمنعها سياساتها المحلية الداخلية من العمل خارج حدودها كدولة وسيطة في حل الصراعات، بعكس دولة قطر التي تبذل جهوداً كبيرة لتسوية النزاعات بين المتخاصمين، باعتبار ذلك أمراً مرسخاً في ثقافتها.

 

وأوضح أن كلمة "الوساطة" مذكورة في دستور دولة قطر كأداة لسياستها الخارجية، ولطالما أدت أدواراً مهمة في هذا المجال وبمختلف السياقات، مثل الوساطة في دارفور واليمن وأفغانستان وإيران وغيرها من الدول، لافتا إلى أن قطر تقوم بذلك دون أن يكون لها مصلحة في النزاع، أو أن يكون للنزاع أي تأثير عليها.

 

وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "إن دولة قطر تؤدي أدوار الوساطة وحل النزاعات بهدف المساهمة والتعاون مع المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار على المستوى العالمي، إذ تعمل قطر بطريقة حيادية وتكتيكية بهذا الإطار، بحيث لا تمثل سوى مصلحة الطرفين المتنازعين في عملية التفاوض، بجانب التركيز على الجانب الجيوسياسي الذي يمكننا من العمل بمرونة وفعالية".

 

وتابع: "إن دولة قطر تحافظ على مواقفها وتعبر عنها بكل وضوح أمام المجتمع الدولي، مثل دعم قطر للأشقاء الفلسطينيين في حصولهم على حقوقهم المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حل الدولتين، وفي الجانب الآخر تعرب عن استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للوصول إلى حل"، مبينا أن قطر تحافظ على علاقاتها وروابطها مع مختلف الأطراف، سواء كانوا دولا أو منظمات، في مفاوضات السلام.

 

عناصر إيجابية للوساطة القطرية

وأشار الأنصاري، خلال الجلسة، إلى أن أهم ما يميز الوساطة القطرية يكمن في قدرتها على استخدام العديد من الأدوات لتحقيق الوساطة، مثل الأدوات الاقتصادية التي تستهدف التنمية والبنى التحتية وإعادة الإعمار بعد النزاعات، والأدوات السياسية عبر الانخراط في التواصل مع جميع الأطراف بطريقة شمولية، وتقديم المساعدات والدعم، والاستدامة التي تعنى بمواصلة العمل لضمان تحقيق السلام المستدام.

 

التحديات الجيوسياسية تتطلب التفكير

بدورهم، شدد المشاركون في الجلسة النقاشية خلال مداخلاتهم على أن التحديات الجيوسياسية التي يواجهها العالم اليوم، تتطلب تفكيرا جديدا ونهجا دبلوماسيا مختلفا، مثل الاستراتيجيات المرنة والشاملة، والاستفادة من التقنيات المتقدمة، وتطبيق الحلول الإبداعية، بعكس الدبلوماسية التقليدية التي تعتمد غالبا على البروتوكولات الرسمية والمفاوضات الثنائية وتعزيز أيديولوجيات محددة.

 

 

 

 

النهج المبتكر يتجاوز التحديات

وأشاروا إلى أن النهج المبتكر للدبلوماسية يتجاوز الانقسامات والصراعات، ويركز على تبني أفكار متنوعة ومنصات رقمية ومبادرات تعاونية تستهدف تعزيز الحوار وتبادل الآراء لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للدول، وبما يعزز الشفافية والنزاهة والحوكمة التشاركية، داعين إلى تمكين الجهات الفاعلة من غير الدول، وتسهيل الاتصال السريع وتبادل المعلومات، وتمكين استجابة أكثر مرونة للأزمات، بما في ذلك حالات الطوارئ الإنسانية، وجهود بناء السلام، وتغير المناخ، والتهديدات الصحية العالمية، والتنمية الاقتصادية، وغيرها.

 

وطالبوا بإصلاح العديد من المؤسسات الدولية والأممية، مثل إعادة توزيع الأصوات بشكل عادل في صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، وغيرها من المؤسسات، بما يحقق مصالح الجميع، مع التركيز على زيادة العمل والتنسيق لتحقيق كل ما من شأنه توفير الأفضل لشعوب العالم.

 

وأكدوا أهمية الدول الصغيرة ومتوسطة الحجم في العالم اليوم، لا سيما أن الحلول غالبا ما تأتي من هذه الدول، ما يستدعي عدم إعطاء الأولوية للتنافسية فيما بينها، وإنما تعزيز الشراكات والتعاون وصولا لتحقيق الأهداف المطلوبة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news66588.html