2022/07/05
بهذه الدولة.. رمى الشيوعيون وزير الخارجية من النافذة وقتلوه

 

عقب اتفاق ميونخ الموقع يوم 30 سبتمبر 1938، تفككت جمهورية تشيكوسلوفاكيا تدريجيا، حيث خسرت الأخيرة مناطق شاسعة، كالسوديت وأراضي حوض الدانوب، لصالح ألمانيا والمجر قبل أن تقع فيما بعد بقبضة النازيين. وبمنفاه ببريطانيا، شكّل السياسي إدوارد بينش (Edvard Beneš) حكومة تشيكوسلوفاكية ودعا مواطنيه، بخطابات ألقاها عبر محطات الراديو، لمقاومة الوجود الألماني.

 

وبالمنفى، اختار بينش نظيره الدبلوماسي والسياسي جان مازاريك (Jan Masaryk) ليشغل منصب وزير الخارجية. فبناء على بينش، تمتع مازاريك بخبرة كبيرة بفضل تجاربه الدبلوماسية بكل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

 

سفير ببريطانيا

إلى ذلك، كان جان مازاريك، المولود يوم 14 سبتمبر 1884 ببراغ، ابن توماس مازاريك المصنف كأول رئيس بتاريخ جمهورية تشيكوسلوفاكيا حيث شغل الأخير هذا المنصب ما بين عامي 1918 و1935 قبل أن يخلفه إدوارد بينش الذي حكم لحدود العام 1938 واضطر للرحيل نحو المنفى عقب توقيع اتفاق ميونخ.

 

وفي الأثناء، درس جان مازاريك ببراغ قبل أن ينتقل للولايات المتحدة الأميركية. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، عاد الأخير لبراغ، التي كانت حينها جزءا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، ليقاتل في صفوف الجيش النمساوي.

 

ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، بدأت المسيرة الدبلوماسية لجان مازاريك الذي عيّن دبلوماسيا بالولايات المتحدة الأميركية بداية من العام 1919 قبل أن ينصّب سنة 1925 سفيرا لتشيكوسلوفاكيا ببريطانيا. وقد ظل مازاريك بمنصبه لحدود العام 1938 حيث فضّل الأخير الاستقالة احتجاجا على قبول الفرنسيين والبريطانيين بما جاء باتفاق ميونخ ووقوع السوديت بقبضة الألمان. وبالحرب العالمية الثانية، تولى جان مازاريك منصب وزير الخارجية بحكومة إدوارد بينش التي مارست مهامها من لندن.

 

 

وفاة غامضة

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتحرير تشيكوسلوفاكيا، حافظ جان مازاريك على منصبه كوزير للخارجية. وقد تابع هذا الدبلوماسي عن كثب صعود الشيوعيين ببلاده وعبّر عن غضبه من الضغوط التي فرضها الاتحاد السوفيتي ضد قرار انتفاع تشيكوسلوفاكيا بخطة مارشال.

 

من ناحية أخرى، كان مازاريك حاضرا على انقلاب براغ عام 1948 الذي أدى لاستيلاء الشيوعيين على مقاليد الحكم بتشيكوسلوفاكيا. وبالحكومة الشيوعية الجديدة التي تزعمها كليمنت جوتوالد (Klement Gottwald) حافظ مازاريك على منصب وزير الخارجية لحين وفاته الغامضة يوم 10 مارس 1948.

 

فخلال ذلك اليوم، عثر على جثة مازاريك، الذي كان يرتدي ثياب النوم، مرمية بباحة وزارة الخارجية تحت نافذة غرفة الحمام. وعلى حسب وزير الداخلية التشيكوسلوفاكي حينها، جاءت وفاة مازاريك بسبب عملية انتحار أقدم خلالها الأخير على إلقاء نفسه من النافذة.

 

إلى ذلك، شكك الخبراء الغربيون في حقيقة هذه التصريحات وتحدّثوا في المقابل عن استغلال الشيوعيين، الذين حصلوا على مقاليد الحكم، لمازاريك لصالحهم بالأشهر الفارطة قبل قتله رميا من النافذة بناء على طلب من موسكو. عقب فترة الثورة الناعمة بتشيكوسلوفاكيا عام 1989، سلط الضوء مرة أخرى على واقعة وفاة وزير الخارجية الغامضة عام 1948. وبناء على عدد من المسؤولين حينها، تم الحديث عن عملية اغتيال.

 

وخلال السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، أجرت شرطة براغ وفرق الطب الشرعي بحثا حول ملابسات وفاة مازاريك. وقد أكدت التقارير الصادرة عن عملية التحقيق فرضية الاغتيال وتحدثت عن إلقاء مازاريك عمدا من النافذة ووفاته عقب ارتطامه بالأرض.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news35122.html