قد يؤدي سباق روسيا للسماح بالاستخدام المدني للقاح محتمل ضد فيروس ”كورونا“ المستجد، قبل اكتمال التجارب السريرية وفقًا للمعايير الطبية، إلى تعريض حياة الناس للخطر، وفق الاتحاد المحلي لشركات الأدوية متعددة الجنسيات.
وبإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل روسيا للقاح، الذي طوره معهد ”جماليا“ في موسكو، سيتم فتح الباب لاستخدام اللقاح على العامة.
وبحسب منظمة التجارب السريرية، فإن اللقاح الروسي لم يتم تجربته في الأصل، إلا على أقل من 100 شخص في روسيا، بحلول الأول من أغسطس/آب، واستخدامه على نطاق واسع، قد يكون محفوفًا بمخاطر عدة.
وانتقدت سفيتلانا زافيدوفا المديرة التنفيذية لاتحاد شركات الأدوية اللقاح الروسي، متسائلة: ”لمَ تقوم جميع الشركات باتباع القواعد الطبية الصحيحة لتجارب اللقاح السريرية؟، بينما الشركات الروسية لا تفعل هذا؟“.
وتابعت: ”لا يمكن انتهاك القواعد الطبية، ولا يمكننا أن نعرف أبدا ما الذي يمكن أن يحدث للأشخاص الذين تم حقنهم بلقاح لم يتخط التجارب وفق القواعد الطبية“.
ومن المرجح بدء تطعيمات لقاح ”جماليا“، والذي تم تطويره بالاشتراك مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر، وبدأت المرحلة الثالثة لتجربته الأسبوع الماضي، وسيبدأ على ما يبدو توفيره للعامة بحلول أكتوبر/تشرين الأول، وسط مخاوف من تأثير اللقاح، وذلك بعد تأكيدات من قبل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، الأسبوع الماضي في جنيف، بضرورة أن تمر اللقاحات بجميع مراحل الاختبار، قبل الترخيص.
ودافع كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر، عن اللقاح بالقول: ”نرى تشكيك بعض شركات الأدوية الغربية في اللقاح، محاولة منها لفرض هيمنتها، دون منافسة نزيهة“.
وبحسب مطلعين على الإجراءات الروسية، تمت تجربة اللقاح على العشرات من رجال الأعمال والنخب السياسية، في مطلع أبريل/نيسان الماضي، كما قام متطوعون عسكريون بتجربة اللقاح في مرحلته الثانية، مع بدء يوليو/تموز الماضي، إلا أن أيًا من نتائج هذه التجارب لم ينشر.
وتعليقًا على ذلك، قالت ”زافيدوفا“: ”لم ينشروا نتيجة هذه التجارب، الأمر الذي يتعارض مع الإجراءات المتبعة عالميًا، هناك معيار عالمي لنشر البيانات الصحية حتى عن الدراسات غير الناجحة“.