لا شك أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، صاحب أكثر الشركات شهرة حول العالم، من بينها "سبيس أكس" و"ستارلينك" و"تسلا"، مثير للجدل، لا سيما فيما يتعلق بمواقفه السياسية وانتقاداته اللاذعة مؤخراً للاتحاد الأوروبي.
لكن لا يختلف الكثيرون حول العالم بأنه مثير للاهتمام، وصاحب تفكير "تكنولوجي" متقدم جداً. رغم ذلك قد يتفاجأ البعض بأن ماسك "لا يفضل" على سبيل المثال تقدم الذكاء الاصطناعي بتلك الوتيرة السريعة، أو أن يحل الروبوت مكان الإنسان.
هذا ما أكده أغنى أغنياء العالم في بودكاست مع كيتي ميلر بث مساء أمس الثلاثاء على يوتيوب.
"أفسدت عقول البشر"
أما الأغرب على الإطلاق فكان رد ماسك على سؤال حول أسوأ ما تم اختراعه مؤخراً، أو بشكل أدق "ما هو الاختراع الذي جعل البشر في وضع أسوأ"، إذ أجاب قائلاً:" أعتقد أنها الفيديوهات القصيرة"، في إشارة إلى فيديوهات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب القصيرة.
كما أضاف أن تلك المقاطع المصورة القصيرة أفسدت عقول البشر، و"عفنت" تفكير الناس، وفق تعبيره.
وسائل التواصل وتشتت الانتباه
أتت تلك التصريحات مع توجه العديد من الدول حول العالم إلى وضع ضوابط على مواقع التواصل، فيما منعت أستراليا رسميا أمس على من هم دون سن الـ 16 استعمال منصات التواصل على أنواعها.
وأعلنت شركة "إكس" التي يملكها ماسك، اليوم الأربعاء، أنها ستلتزم الحظر الأسترالي الذي يمنع من هم دون 16 عاماً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت في بيان مع دخول القرار الرائد عالمياً حيز التنفيذ "أن ذلك ليس خيارها، بل ما يتطلبه القانون الأسترالي". وكانت "إكس" آخر منصة من بين 10 مواقع للتواصل الاجتماعي شملها القرار، تحدد كيف ستنفذ الحظر الأسترالي
في حين أظهرت دراسة حديثة أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال تضر بمستويات تركيزهم وقد تساهم في ارتفاع حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
فقد وجد باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد وجامعة الصحة والعلوم في أوريغون بالولايات المتحدة، أن الأطفال يقضون في المتوسط 2.3 ساعة يومياً في مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، و1.4 ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، و1.5 ساعة في لعب ألعاب الفيديو.
وفيما لم يتم العثور على رابط بين أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون، فإن الدراسة وجدت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدى فترة زمنية ارتبط بزيادة أعراض التشتت لدى الأطفال.
كما أوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن حجم التأثير صغير على المستوى الفردي، فإنه قد تكون له عواقب كبيرة إذا تغير السلوك على مستوى السكان.