الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - حبّة جديدة تخفض الكوليسترول الضار 60% في الحالات الوراثية

حبّة جديدة تخفض الكوليسترول الضار 60% في الحالات الوراثية

الساعة 11:41 صباحاً

 

أظهرت تجربة سريرية جديدة نتائج واعدة لدواء فموي يخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تقارب 60% لدى البالغين المصابين بحالة وراثية تُعرف باسم فرط كوليسترول الدم العائلي متغاير الزيجوت (HeFH)، وهي من أكثر اضطرابات الدهون الوراثية شيوعاً.

 

فقد اختبرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "JAMA" الطبية، وأشارت إليها منصة "Medicalxpress" العلمية، الدواء الجديد "إنليسيتايد" (Enlicitide) الذي تطوره شركة "ميرك" الأميركية، وهو من الجيل الجديد لمثبطات الإنزيم "PCSK9" المستخدَمة عادةً في صورة حقن، لكن هذه المرة في صورة حبّة تُتناول عن طريق الفم.

 

 

اضطراب وراثي يرفع خطر الجلطات

ويُصيب فرط كوليسترول الدم العائلي متغاير الزيجوت شخصاً واحداً تقريباً من بين كل 250 شخصاً، وينتج عن طفرة جينية تُضعف قدرة الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار من الدم. ويؤدي تراكم هذا النوع من الكوليسترول إلى تضيّق الشرايين بفعل الترسبات الدهنية، ما يرفع خطر الإصابة المبكرة بأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية.

 

لكن على الرغم من توافر أدوية فعّالة مثل "الستاتينات" والعلاجات الخافِضة للدهون، فإن كثيراً من المرضى لا يصلون إلى المستويات المستهدفة من الكوليسترول، خصوصاً في الحالات الوراثية.

 

ما الجديد؟

ويعتمد عقار "إنليسيتايد" على آلية عمل معروفة لمثبطات PCSK9، لكنه يُعطى في صورة قرص يومي بدلاً من الحقن.

ويقوم الدواء بالارتباط ببروتين PCSK9 الموجود في الدم، وهو البروتين الذي يساهم عادةً في تكسير مستقبلات الكبد المسؤولة عن التقاط الكوليسترول الضار من مجرى الدم.

 

ومن خلال تعطيل هذا البروتين، يحمي الدواء مستقبلات الكبد، ويزيد عددها، ما يسمح بإزالة كميات أكبر من الكوليسترول الضار LDL من الدم، وبالتالي خفض خطر ترسّب الدهون في الشرايين.

 

تجربة استمرت عاماً كاملاً

إلى ذلك، شملت التجربة من المرحلة الثالثة 303 شخصا بالغا من 17 دولة مصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي، وكانوا يتناولون مسبقاً "الستاتينات" أو أدوية خافِضة للدهون. وجرى تقسيم المشاركين عشوائياً إلى مجموعتين، حيث تناولت المجموعة الأولى قرص "إنليسيتايد" بجرعة 20 ملغ يومياً، وتناولت المجموعة الثانية دواءً وهمياً (Placebo) للمقارنة.

 

ولم يكن المرضى ولا الأطباء يعرفون من يحصل على أيّ من العلاجين، فيما يعرف بـ"الدراسة مزدوجة التعمية".

 

 

وبعد 24 أسبوعاً من العلاج، انخفضت مستويات الكوليسترول الضار LDL في مجموعة الدواء الفعلي بمعدل 58.2%، بينما لم يطرأ تقريباً أي تغيير في مجموعة الدواء الوهمي.

 

ثم عند نهاية الأسبوع الـ52 من المتابعة، استقر متوسط الانخفاض في الكوليسترول الضار عند 55.3% لدى متناولي "إنليسيتايد"، في حين ارتفعت مستويات الكوليسترول الضار في مجموعة الدواء الوهمي بنسبة 8.7%.

 

كما أظهر الدواء تأثيراً إيجابياً على مؤشرات أخرى مرتبطة بخطر أمراض القلب، إذ انخفضت مستويات البروتين الشحمي B (ApoB) بنحو 48.2%، وتراجعت مستويات الليبوبروتين (a) (وهو جزيء دهني يرتبط بزيادة مخاطر التصلب) بنسبة 24.7%.

 

السلامة والآثار الجانبية

وبحسب الباحثين، كان الدواء متحمَّلاً بشكل جيد؛ فقد أبلغ 77.7% من متناولي "إنليسيتايد" عن حدوث عرض جانبي واحد على الأقل، مقابل 76.2% في مجموعة الدواء الوهمي، وهي نسبة متقاربة. كما لم تتجاوز نسبة من اضطروا لإيقاف العلاج بسبب الآثار الجانبية 2% في مجموعة الدواء، و3% في المجموعة الأخرى.

 

وكتب الباحثون في ختام دراستهم: "في البالغين المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي متغاير الزيجوت، يعدّ إنليسيتايد علاجاً فعّالاً ومتحمَّلاً بشكل جيد لخفض مستويات الكوليسترول الضار".

 

ومع أن النتائج مبشّرة على مستوى خفض الكوليسترول والأرقام المخبرية، يؤكد العلماء أن السؤال الأهم الآن هو "هل سيترجم هذا الانخفاض الكبير في الكوليسترول الضار إلى تراجع فعلي في الجلطات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات؟".

 

هذا وتجرى تجارب أخرى حالياً لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال، وكذلك لاختبار الدواء في شرائح أوسع من المرضى المعرضين لخطر عالٍ، وليس فقط من يعانون أحد أشكال الاضطراب الوراثي في الدهون.

 

وحتى ذلك الحين، يُنظر إلى "إنليسيتايد" بوصفه إضافة محتملة إلى ترسانة الأدوية الخافِضة للكوليسترول، مع ميزة مهمة تتمثل في كونه حبّة تُؤخذ عن طريق الفم بدلاً من الحقن، ما قد يساعد مستقبلاً على تحسين التزام المرضى بالعلاج إذا تأكدت فعاليته وسلامته على المدى الطويل.