الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - بحث جديد يعيد السؤال الأزلي.. هل نحن وحدنا في الكون؟

بحث جديد يعيد السؤال الأزلي.. هل نحن وحدنا في الكون؟

الساعة 07:51 مساءً

 

منذ عقود، والعلماء يطرحون نظريات عن كواكب شبيهة بالأرض وكائنات ذكية محتملة قد تشاركنا هذا الكون الواسع، بينما تسعى بعثات الفضاء والمراصد العملاقة إلى التقاط أية إشارة تُثبت أننا لسنا وحدنا.

 

لكن رغم كل هذا البحث، لا تزال الحقيقة بعيدة المنال، هل نحن فعلاً الاستثناء الوحيد في هذا البحر الكوني؟ أم أن هناك حياة أخرى تراقبنا بصمت من عوالم بعيدة؟

 

 

"منطقة العزلة"

هذا السؤال الأبدي يعود مجدداً مع دراسة جديدة تفتح باباً مثيراً للنقاش حول احتمال أن تكون البشرية وحدها في الكون، ضمن ما يُعرف بـ "منطقة العزلة".

 

فقد كشف العلماء أن هناك احتمالاً بنسبة واحد إلى ثلاثة أننا وحيدون في الكون، أي أننا الحضارة الوحيدة من نوعها، ولن نتواصل أبداً مع كائنات فضائية.

 

وفي دراسة جديدة نشرها الدكتور فيريس أنتال، أستاذ الرياضيات المساعد في جامعة الزراعة المجرية، اقترح الباحث أن الأرض قد تكون داخل ما سمّاه "منطقة العزلة" (Solitude Zone) — وهي نطاق إحصائي تكون فيه احتمالية وجود حضارة واحدة فقط على مستوانا التكنولوجي أعلى من احتمالية وجود عدة حضارات أو عدم وجود أي منها على الإطلاق، وفق تقرير نشرته "ديلي ميل".

 

"الحضارة الوحيدة في الكون"

وأضاف أنتال في بحثه المنشور في مجلة Acta Astronautica أن فرصنا في الوقوع داخل "منطقة العزلة" تكاد تقترب من الصفر في أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، لكنها تصل إلى حوالي 29% في السيناريوهات الواقعية، أي أن هناك احتمالاً يقارب واحداً من كل ثلاثة أن تكون البشرية الحضارة المتقدمة الوحيدة في الكون.

 

وأوضح أن احتمالية العزلة تعتمد على مستوى تعقيد الحياة قائلا "بالنسبة للحياة البسيطة، العزلة تكاد تكون مستحيلة، أما بالنسبة للحضارات المتقدمة جداً فقد تصبح الاحتمال الإحصائي الأكثر ترجيحا".

 

وتُعد هذه الفكرة محاولة جديدة لتفسير مفارقة فيرمي (Fermi Paradox)، التي تتساءل: إذا كان هناك مئات المليارات من النجوم والكواكب في مجرتنا، فلماذا لم نعثر بعد على أية دلائل على وجود حياة ذكية أخرى؟

 

 

بينما يرى بعض العلماء أن الحياة نادرة جداً، أو أن الكائنات المتقدمة تختار الاختباء، يتعامل أنتال مع المسألة من زاوية رياضية بحتة، معتبراً أن هناك مجموعة من الظروف تجعل الوحدة هي النتيجة الأكثر احتمالاً أي أننا قد نكون داخل "منطقة العزلة".

 

ويحدد الباحث ثلاثة عوامل رئيسية لتقدير هذا الاحتمال:

 

1. عدد الكواكب في الكون.

2. درجة تعقيد الحضارة.

3. احتمال نشوء حضارة بهذا المستوى من التعقيد (وهو العامل الأكثر تقلبًا).

 

إلى ذلك أشار أنتال إلى أن الحياة يجب أن تكون شائعة بما يكفي لتنشأ بعض الكائنات الحية، ولكن نادرة بما فيه الكفاية لئلا تتواجد عدة حضارات متقدمة في الوقت نفسه.

 

وبحسب حساباته، فإن هناك احتمالًا بنسبة 29.1% أن نكون في "منطقة العزلة"، وفي أقصى السيناريوهات المسماة بـ"الأرض الحرجة" (Critical Earth) تصل النسبة إلى 30.3% فقط.

 

وخلص الباحث إلى أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أننا وحدنا، بل تترك فرصة أكبر تفوق 70% لوجود حضارات أخرى متقدمة في أماكن ما من هذا الكون الشاسع.