الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - قطرة زيت تفصل سيارتك عن التلف

قطرة زيت تفصل سيارتك عن التلف

الساعة 04:15 مساءً

 

قد تبدو قطرات الزيت مجرد «سائل لزج» يملأ محرك سيارتك، لكن خبراء السلامة والمركبات يحذرون من إنها الدرع الأهم الذي يفصل بين رحلة سلسة وعطل كارثي لا يصلح، يكلفك آلاف الدولارات. مع تجاهل الكثيرين لأهميته وسط ضغوط الحياة، تكشف هيئة الفحص الفني الألمانية «ديكرا» (DEKRA) أن زيت المحرك يؤدي مهاماً أكثر حيوية بكثير من مجرد «التزييت».

 

شريان السيارة الأسود

زيت المحرك ليس مجرد مُزَلِّق، بل هو نظام متكامل لإدارة صحة المحرك. توضح هيئة «ديكرا» الألمانية أن وظيفته تمتد لتشمل التبريد الفعال، حيث يقوم الزيت بامتصاص الحرارة الناتجة عن الاحتكاك ويساعد على توزيعها بعيداً عن الأجزاء الحساسة. كما يشكل طبقة عازلة بين الأجزاء المعدنية المتحركة، ما يمنع تآكلها ويحافظ على عمر المحرك. ويعمل كناقل للجسيمات الدقيقة والرواسب، يحملها معه ليتم تصفيتها عبر فلتر الزيت. ويساهم في جعل عمل المحرك أكثر هدوءاً وسلاسة.

 

الخطر الصامت

يحذر خبراء «ديكرا» من أن نقص الزيت يمثل خطراً صامتاً يتفاقم دون أن يدركه السائق إلا عندما يكون الأوان قد فات. كما يؤدي انخفاض مستوى الزيت إلى زيادة الاحتكاك وارتفاع درجات الحرارة بشكل جنوني، ما قد يتسبب في توقف المحرك نهائياً (Seizure)، أو ما هو أسوأ تلف المحرك بالكامل، وهو أحد أكثر الأعطال كلفة على الإطلاق.

 

توصية الخبراء

لتفادي هذه الكوارث، ينصح بمراجعة مستوى الزيت كل 1000 كيلومتر تقريباً، أو قبل الانطلاق في أي رحلة طويلة. على الرغم من أن معظم السيارات الحديثة أصبحت مزودة بأنظمة مراقبة إلكترونية متطورة، فإن الخبراء يؤكدون على ضرورة عدم الاعتماد عليها بشكل كامل.

تؤكد هيئة «ديكرا» أن أجهزة الاستشعار الإلكترونية قد تظهر قراءات غير دقيقة أحياناً، لذا يظل دليل التشغيل الخاص بالمركبة هو المرجع الأول والأهم. يجب دائماً اتباع توصيات الشركة المصنعة الخاصة بنوع الزيت وفترات التغيير وطريقة القياس المحددة لكل طراز.

إن إهمال «مواعيد تغيير الزيت» الدورية المحددة من الشركة المصنعة (كيلومترات أو أشهر) أو الإغفال عن مستوى نقصه، ليس مجرد سهو عابر، بل هو رهان خاسر على عمر أغلى جزء في سيارتك. حافظ على شريان الحياة الأسود لتبقى سيارتك على الطريق.