الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - خبير مصري يقرأ قرار الرئيس السوري حول حرب أكتوبر؟

خبير مصري يقرأ قرار الرئيس السوري حول حرب أكتوبر؟

الساعة 01:07 مساءً

 

علق خبير مصري على قرار الرئيس السوري أحمد الشرع إلغاء العطلة الرسمية المخصصة لذكرى حرب تشرين (أكتوبر) 1973.

 

 

ويقول خبير شؤون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحفي بأخبار اليوم محمد مخلوف، في تصريحات خاصة لـ"RT": في الوقت الذي احتفل فيه المصريون والعرب جميعا بذكرى السادس من أكتوبر، ذلك اليوم الذي استعاد فيه العرب عزّتهم ومصر مجدها، خرج الرئيس السوري بقرارٍ رسمي ألغى فيه اعتبار السادس من أكتوبر عطلةً قومية، في سابقةٍ لم تعرفها أي دولة عربية شاركت في معركة العبور، فحرب أكتوبر لم تكن نصرًا مصريًا فحسب، بل كانت نصرًا عربيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى شارك فيه من شارك بالمال أو بالرجال أو بالدعم السياسي والمعنوي، واستعاده الجميع كذكرى تخلّد اتحاد الأمة في لحظة عزّةٍ نادرة.

 

ويرى مخلوف أن القرار السوري بدا كمن يريد أن يطفئ شعلة النصر في الذاكرة، وأن يطمس حقيقة الارتباط العربي الذي جمع مصر وسوريا ذات يوم تحت راية واحدة، لافتا إلى أن أخطر ما في مشهد اليوم ليس تفجيرا يهزّ جدران مدينة، ولا قرارا يُطفئ شعلة احتفالٍ في دمشق أو في القاهرة، بل هو تفجيرٌ في الوعي الجمعي، ومحاولةٌ لاغتيال الذاكرة الوطنية. فحين يُمحى من الذاكرة معنى النصر، يُمحى معه الإحساس بالقدرة، وحين يُشوَّه معنى الفرح الوطني، تتصدّع الثقة في الذات.

 

وأوضح مخلوف أن الاحتفال بأكتوبر بشكل عام ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو استعادة لقيم عظيمة مثل الانتماء والعطاء والانضباط، وحرب أكتوبر لم تكن فقط معركة عسكرية لتحرير الأرض، بل كانت معركة وعي وإرادة وإدارة موارد بشرية واقتصادية وسياسية بحكمة، هذا هو ما جعلها مدرسة يتعلم منها العسكريون والسياسيون على حد سواء حتى اليوم.

 

وأشار محمد مخلوف إلى أن التخطيط للحرب كان يستند إلى فكر استراتيجي مبتكر يواكب القدرات المتاحة ويعالج نقاط ضعف العدو، فخطة الخداع الإستراتيجي كانت عبقرية، من إخفاء علامات الاستعداد للحرب واستيراد القمح لإشغال العدو، إلى إخلاء بعض المستشفيات عبر قصة التلوث المفبركة، إلى الإعلان المتكرر عن تدريبات تعبويّة لإيهام إسرائيل أن ما يجري مجرد نشاط روتيني، حتى جاء السادس من أكتوبر فكانت المفاجأة الكبرى للعالم كله.

 

وأكد مخلوف أن الجيش المصري اليوم يواصل بناء قدراته الشاملة على كل الاتجاهات الإستراتيجية. هناك تحديث للتسليح، وتدريبات مشتركة مع جيوش دولية، وتأهيل علمي وتكنولوجي للكوادر. هذه ليست مجرد إجراءات عسكرية، بل هي ترجمة عملية لروح أكتوبر التي علمتنا جميعاً أن الاستعداد الدائم هو مفتاح النصر، فقرار إلغاء عطلة لن يطفئ أو يغير النصر العظيم الذي سجله وخلده التاريخ بأحرف من نور.