الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - 3 رسائل تضمنها رد حماس على خطة ترامب لوقف حرب غزة

3 رسائل تضمنها رد حماس على خطة ترامب لوقف حرب غزة

الساعة 01:13 مساءً

 

لاقى رد حركة "حماس"، على مقترح ترامب للسلام بشأن وقف الحرب على غزة ترحيباً دولياً كبيرا، وسط تفاعلات واسعة النطاق تشير كلها لرغبة محمومة في وقف الحرب ونزيف الدماء في غزة وتحقيق أمن واستقرار المنطقة.

 

وارتكز رد حماس على إعلان موافقتها على الإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثث الأموات، كما أبدت استعدادها للانخراط على الفور في مفاوضات عبر الوسطاء لبحث تفاصيل الخطة.

 

لكن تطفو تساؤلات هنا وهي ما أبرز الرسائل والدلالات من رد حماس؟ وما الخطوات القادمة لتنفيذ خطة ترامب عقب قبول الحركة لها؟ خاصة بعدما أعلنه مصدر مصري أنه جار الإعداد لبدء مناقشة توفير الظروف الميدانية لعملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، والإعداد لتجهيز حوار فلسطيني جامع لمناقشة مستقبل قطاع غزة فضلا عما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية من أن مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف سيصل إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة للمشاركة بالمفاوضات.

 

ويقول اللواء أركان حرب دكتور وائل ربيع، المتخصص في الشأن الإقليمي والإسرائيلي، في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت": إن رد حماس ذكي للغاية، وبدأ بتلبية المطلب الرئيسي للرئيس الأميركي المتعلق بالموافقة على تسليم جميع الرهائن الأحياء والجثامين، وهذا البند جعل ترامب يرحب برد حماس، ويعتبرها موافقة منها على الخطة على أن يتم استكمال مناقشة تفاصيل باقي البنود عبر الوسطاء من خلال المفاوضات.

 

ويرى اللواء ربيع، أن حماس في ردها وجهت ثلاث رسائل مهمة، الأولى للمجتمع الدولي أنها موافقة على خطة ترامب وليس لديها مانع للجنوح للسلام، وفي نفس الوقت أنها ليست ضد الإرادة العربية والإسلامية في وقف الحرب، أما الرسالة الثانية فكانت موجهة للشعب الفلسطيني بأنها مع وقف نزيف الدماء، والثالثة موجهة إلى نتنياهو حيث وضعته حماس في حرج بالغ لأنه في حال عدم موافقته فسيقلب عليه الداخل الإسرائيلي، لأنه بذلك يثبت عدم اهتمامه بالأسرى.

 

وأشار اللواء ربيع، إلى أن من أبرز النقاط التي أشارت فيها حماس – وهو حسب اعتقاده - ما سيحدث خلال الفترة المقبلة هو طلب المزيد من التفاصيل والتوضيح حول البند الخاص بحكم وإدارة غزة عن طريق مجلس السلام، وموضوع آخر داخل الخطة، ألا وهو سلاح المقاومة إضافة إلى ضرورة وجود جداول زمنية محددة للانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

 

من جانبه، أكد الدكتور محمد مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأميركية والأوروبية للقانون الدولي لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن رد حماس يعكس توازنا استراتيجيا بين إيقاف المعاناة الإنسانية والحفاظ على الحقوق الفلسطينية الثابتة.

 

وأكد أن موافقة الحركة على الإفراج عن جميع الأسرى وتسليم الإدارة لهيئة تكنوقراطية تدحض الادعاءات التي صورتها كعائق أمام السلام، مشيدا بربط حماس للقضايا المصيرية بموقف وطني جامع واستنادها للقانون الدولي، مؤكدا أن هذا يعكس نضجا سياسيا ووعيا بخطورة التفريط في الحقوق الأساسية.

 

وحول السيناريوهات المحتملة بعد الرد الحمساوي حذر أستاذ القانون الدولي من استغلال إسرائيل للموافقة الجزئية لتحقيق مكاسب أحادية دون الالتزام بالانسحاب الكامل، مؤكدا أن نجاح تنفيذ الخطة يتطلب ضمانات دولية حقيقية وآليات رقابة فعالة، ولافتا إلى أن التاريخ الإسرائيلي في المماطلة وعدم الالتزام بالاتفاقيات يستوجب يقظة فلسطينية وعربية ودولية.

 

وشدد مهران، على أن رد حماس يضع معايير صحيحة لتسوية عادلة تستند للشرعية الدولية مؤكدا أن القبول بما يوقف المعاناة فورا والتحفظ على ما يمس الحقوق الأصيلة هو النهج الصحيح الذي يحقق التوازن بين الضرورات الإنسانية والحقوق السياسية.