نشر البيت الأبيض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة والتي تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع على مراحل.
وأظهرت الخريطة 4 خطوط، بداية من توضيح نطاق السيطرة الحالية، وصولاً إلى تحديد منطقة أمنية عازلة.
فماذا تعني الخطوط والألوان؟ وما هي أبرز المكاسب الفلسطينية؟
أفاد اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"العربية/الحدث.نت"، بأن الخط الأول الأزرق يشير إلى الانتشار العسكري الإسرائيلي الحالي من غزة حتى خان يونس.
وأوضح أن هذه المرحلة تشمل إدخال المساعدات إلى غزة وكافة المتطلبات من أغذية ومياه ومستلزمات المستشفيات.
كما لفت إلى أن الخط الثاني الأصفر يوضح المرحلة الأولى من المبادرة، والتي يتوقع أن ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وتمتد من شمال غزة حتى مشارف رفح، كما ستكون مرتبطة ومتزامنة مع الإفراج عن الرهائن والجثامين.
كذلك ستتزامن أيضا مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبد، والمعتقلين بعد 7 أكتوبر من بينهم نساء وأطفال.
وتابع الزيات أن الخط الثالث وهو الأحمر، سيكون مرتبطاً بالتوصل إلى حسم قضية وجود حماس في القطاع، وتشكيل قوة الأمن والإدارة التي ستدير غزة، وهيكل الجسم السياسي والأمني الذي سيشرف على العملية الأمنية والسياسية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأكد أن المرحلة في تقديره سوف تطول لأنها مرتبطة بتهيئة الوضع في القطاع بما يكفل متطلبات الأمن الإسرائيلية.
أما بالنسبة للمنطقة العازلة، فرأى الزيات أن إسرائيل ستحتفظ بوجود عسكري فيها ضمن شريط يطوق القطاع ويضمن أمن المستوطنات دون تحديد موعد للانسحاب، لكن مضمون المبادرة يشير إلى أنه سيكون مرتبطاً بتحقيق الاستقرار في غزة والتوصل لصياغة تكفل التعايش الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار الزيات إلى أن المبادرة تضمنت دخول المساعدات وتشغيل معبر رفح وهو ما يعني إبعاد الهيمنة الإسرائيلية عليه، لافتاً إلى أن المبادرة تضمنت رفض التهجير القسري للسكان، بل تضمنت العودة إليه وهو ما كان يرفضه نتنياهو ويتعارض تماماً مع ما طرحه الوزراء اليمينيون في حكومة إسرائيل.
إلى ذلك، أكد اللواء الزيات أن الموقف المصري والسعودي واضح في رفض كل المواقف الإسرائيلية بخصوص مستقبل غزة ورفض عملية التهجير، مشيرا إلى أن هذا الموقف إلى جانب مواقف دول عربية أخرى ساهم في تغيير الموقف الأميركي ورؤية نتنياهو من الوصاية على غزة إلى تبني المبادرة الحالية.
سلبيات وإيجابيات
في سياق متصل، أفاد اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، المحاضر في مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، في تصريحات خاصة لـ"العربية/الحدث.نت"، بأن خطة الانسحاب في ظاهرها مقبولة، إلا أنها مازالت تحتاج إلى مشاورات طويلة لتنفيذها.
ورأى أن أول هذه الإنجازات وأهمها تشكيل قوة الاستقرار التي تحتاج موافقات سياسية وتحضيرات لوجيستية من الدول المشاركة، وثانيهما التحديد الدقيق للمنطقة العازلة في المرحلة الأخيرة.
كما أشار إلى أن ما يعكس صعوبة تنفيذ هذا الانسحاب هو فرض خطوط انسحاب ومنطقة عازلة من وجهة نظر إسرائيل فقط، مما قد يؤدي إلى زيادة وإطالة مدة التنفيذ، وهذا يعني استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي مما يضع احتمالات المواجهة مجددا مع الفلسطينيين ومن ثم يتصاعد الموقف مرة أخرى.
من جانبه، أوضح سفير مصر الأسبق في إسرائيل عاطف سالم، في تصريحات خاصة لـ"العربية/الحدث.نت"، أن أهم النقاط الإيجابية في خطة ترامب هي إيقاف الحرب وإفشال مشروع التهجير، ودخول الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظمات الإغاثة لتوزيع المساعدات دون تدخل أي من الطرفين سواء حماس أو إسرائيل وهذا موضوع هام حيث كان محل رفض إسرائيلي.
ولفت إلى أن هذا الموضوع سينجم عنه بعض المشاكل داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل.
وعن النقاط الإيجابية أيضا أشار إلى ضمان ترامب عدم ضم الضفة الغربية.
أما البنود السلبية التي بها غموض، فتتمثل بحسب سالم، بعدم الوضوح بشأن الاتفاق على خلق أفق زمني لقيام دولة فلسطينية في المستقبل، موضحا أن كل بند من البنود المطروحة في الاتفاق يحتاج إلى تفاوض وجداول زمنية لأنه غير واضح، فبنود الانسحاب لم تضع جدولا زمنيا أو أماكن محددة.
وأشار السفير إلى أن الاتفاق سيفتح النافذة أمام إسرائيل لتجنب العقوبات المتوقعة من الاتحاد الأوروبي مما ينقذها من العزلة الدولية، كما أن الشروط المطلوبة لإصلاح السلطة الفلسطينية غير واضحة وغير محددة وهذه ستكون نقطة خلاف كبيرة في الفترة القادمة.
خطة ترامب حول غزة
يذكر أن البيت الأبيض كان نشر مساء أمس، خطة ترامب حول غزة التي تضمنت 20 بنداً، ونصت بشكل رئيسي على إنهاء الحرب فوراً في حال موافقة طرفي النزاع عليها.
كما نصت على أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح ومحكوماً من لجنة فلسطينية مع خبراء دوليين، من دون أي دور لحركة حماس.