الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - هل تصبح دول الخليج الرابح الأكبر من رسوم تأشيرة ترامب الجديدة؟

هل تصبح دول الخليج الرابح الأكبر من رسوم تأشيرة ترامب الجديدة؟

الساعة 06:27 مساءً

 

تلوح في الأفق فرصة ذهبية لدول الخليج قد تعيد تشكيل خريطة استقطاب المواهب التقنية عالمياً، مع اتجاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جديدة على تأشيرة العمل الشهيرة H-1B، قد تصل إلى 100 ألف دولار لكل طلب.

 

هذه الرسوم المرتفعة، التي تهدد قدرة الشركات الأميركية على جذب الكفاءات الأجنبية، قد تدفع نخبة المواهب في قطاع التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، إلى التوجه شرقاً نحو الخليج، حيث تتسابق دول مثل السعودية والإمارات لبناء بيئة جاذبة للمبدعين، مدعومة باستثمارات ضخمة واستراتيجيات وطنية طموحة.

 

 

ويرى المستثمرون أن المنطقة باتت أكثر استعداداً لاحتضان الكفاءات، بفضل خطط مثل "رؤية السعودية 2030" و"الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي" في الإمارات، إلى جانب تسهيلات غير مسبوقة تشمل تأشيرات ذهبية طويلة الأمد، وتخفيف القيود التنظيمية، وحوافز سخية لرواد الأعمال، بحسب ما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فاسانارا كابيتال" فرانشيسكو فيليا، إن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تقدم حزم تعويضات تُعد الأعلى عالمياً لاستقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي من وادي السيليكون، مضيفاً أن بيئة العمل هناك تجمع بين الرواتب المجزية، والنظام الضريبي المريح، وفرص العمل في مشاريع ضخمة ومبتكرة.

 

السعودية والإمارات تتقدمان.. وأوروبا تتراجع

في ظل غموض تفاصيل خطة البيت الأبيض، يتوقع مراقبون أن تشتد المنافسة العالمية على الكفاءات التقنية، ما يمنح الإمارات ميزة نسبية، بفضل مرونة سوق العمل فيها، بحسب زاكاري سيفاراتي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "دالما كابيتال".

 

وأضاف: "كلما زادت القيود على العمالة الأجنبية في الدول الأخرى، زادت جاذبية الإمارات كمركز للمواهب".

 

في المقابل، تواجه أوروبا تحديات في جذب الخبرات، بسبب ضعف الدعم والتمويل لقطاع التكنولوجيا، إلى جانب الخطاب العدائي المتزايد تجاه الهجرة، ما قد ينفر الكفاءات من التوجه إليها.

 

ويؤكد الرئيس التنفيذي لمجموعة "ميلتراست إنترناشونال" سيمون هوبكنز، أن السياسات غير المدروسة في أميركا وبريطانيا أضرت بقدرتهما على جذب المواهب، مشدداً على أن "التركيز يجب أن يكون على مكافحة الهجرة غير الشرعية، لا طرد المساهمين في النجاح الاقتصادي".

 

 

 

الخليج لم يعد محطة مؤقتة

وتقول أمينة طاهر، مديرة التسويق في منصة "ويو بنك" الرقمية، إن ما يميز الإمارات هو قدرتها على الجمع بين الطموح والبنية التحتية، ما يخلق بيئة تدفع الابتكار إلى الأمام بسرعة.

 

وتضيف: "قبل 15 عاماً، كانت الإمارات تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالمواهب خارج قطاع النفط والغاز، لكنها اليوم تبني مركزاً تجارياً ومالياً ينافس لندن ونيويورك".

 

وتشير إلى أن الكفاءات في قطاع التكنولوجيا والتمويل باتت ترى المنطقة ليس فقط كمحطة مؤقتة في مسارهم الوظيفي، بل كمكان لبناء مستقبل مهني طويل الأمد.

 

مشاريع مستقبلية.. وتحديات أمنية

في أبريل الماضي، كشفت السعودية عن منصة وطنية للمهارات، تهدف إلى تطوير القوى العاملة لمواكبة التحولات العالمية في الذكاء الاصطناعي والأتمتة.

 

كما تقدم مشاريع مثل مدينة "نيوم" المستقبلية في السعودية، والمدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الإمارات، فرصاً فريدة للعمل في مراكز بيانات متطورة، وتطوير قطاعات مثل التكنولوجيا المالية واللوجستيات.