عند تبة النويري غرب مخيم النصيرات، شمال قطاع غزة، انقلب المشهد رأساً على عقب اليوم عما كان عليه قبل أشهر حين عاد آلاف النازحين الفلسطينيين من رفح جنوباً نحو مدينة غزة.
فقد امتلأت الشوارع بجحافل النازحين من المدينة بعد التهديدات الإسرائيلية باجتياحها والسيطرة عليها، وسط القصف العنيف الذي تشهده غزة منذ أيام.
وقد هم بعض الغزيين إلى مغادرة منازلهم أو ما تبقي منها مشياً على الأقدام، وفق ما رصد مراسل العربية/الحدث.
"لا أماكن آمنة"
فمنذ 3 أيام تشهد مدينة غزة حركة نزوح كثيفة، وسط مخاوف وقلق المدنيين، في ظل عدم وجود أماكن آمنة تؤويهم على الرغم من الإعلان الإسرائيلي بوجود مخيمات انسانية آمنة في منطقة المواصي جنوب القطاع.
وفي السياق، قالت إحدى المسنات النازحات مشياً على الأقدام، إن الوضع صعب جداً. وأضافت "لا يوجد أمان في أي مكان".
بينما ناشد نازح آخر، وأب لـ 8 اطفال وقف الحرب، قائلا: "مش عارفين وين نروح والله مش عارفين".
" ما ذنبنا في هذه الحرب؟"
وأردف بحرقة متسائلا: "ما ذنبنا في هذه الحرب..عايزين نعيش.. ما ذنب الصغار". وأكد أن الناس لم يعد معها أي أموال من أجل الانتقال.
فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن ما يقارب المليون شخص ما زالوا في ميدنة غزة ولم يغادروا إلى الجنوب، على الرغم من المخاوف الأمنية.
بينما أكدت الأونروا أن المدنيين في غزة عالقون بلا مكان آمن، مضيفة أن العائلات لا تزال تواجه ضروفا قاسية وانعداماً متصاعداً في الأمن الغذائي.
كما دعت في بيان اليوم الجمعة إلى وقف إطلاق النار "قبل فوات الأوان"
أتت تلك التطورات فيما يعيش القطاع الفلسطيني المدمر حصاراً وشحاً في دخول المساعدات الانسانية والغذائية.
"سنتصرف بقوة شديدة في المدينة"
بالتزامن حذر الجيش الإسرائيلي من أن بقاء سكان مدينة غزة في المنطقة "يعرضهم للخطر"، مجددا دعوات المغادرة، والتوجه نحو أماكن حددها في الجنوب.
كما شدد على أن قواته "ستتصرف بقوة شديدة في المدينة".
في حين عاودت السلطات الإسرائيلية اليوم إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال المساعدات، بعدما فتحته لمدة 7 أسابيع مدخلة نحو 35 شاحنة من المساعدات أمس الخميس.
وقف للمساعدات
بدورها أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" أنها ستوقف مؤقتا توزيع المساعدات المخصصة حصرا للنساء في قطاع غزة، مشيرة إلى خطط مزعومة من قبل حركة حماس لتعطيل العمليات. ووفقا للمؤسسة، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، تجمع مئات الرجال في مركز مساعدات في خان يونس جنوب غزة أمس الخميس. وقالت المؤسسة في بيان على منصة إكس: "أبلغتنا مصادر محلية موثوقة أن هؤلاء الرجال هم من حماس، وكانوا يخططون لاقتحام الموقع". وتابعت "كما تلقينا معلومات موثوقة تفيد بأن عناصر من حماس كانوا يخططون للتسلل إلى أماكن توزيع المساعدات المخصصة للنساء فقط وهم يرتدون زي النساء".
كما أوضحت المؤسسة أنها أغلقت الموقع مبكرا وستعلق توزيع المساعدات المخصصة للنساء فقط في جميع مواقعها اليوم الجمعة. وأضافت: "هذا ليس خيارا نريده، إنه قرار فرضته حماس".
وكانت هذه المؤسسة كانت مصدر جدل، ويرجع ذلك جزئيا إلى التقارير المتكررة عن حوادث مميتة بالقرب من مواقعها لتوزيع المساعدات.
يشار إلى أن إسرائيل بدأت هجوماً واسعاً للسيطرة على غزة قبل أسابيع قليلة. في حين حذرت الأمم المتحدة من تداعيات كارثية على المدنيين لاسيما في ظل عدم وجود أماكن آمنة يلجأون إليها. لاسيما أن قرابة مليون شخص يعيشون في المدينة ومحيطها، وفق تقديرات أممية.
بينما أكد كثيرون من سكان غزة أنهم لن يتركوا منازلهم لعدم وجود أماكن "آمنة" في القطاع حيث يسود دمار هائل وأزمة إنسانية.