الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - بطارية تدوم 5700 عام دون إعادة شحن.. اختراع جديد في بريطانيا

بطارية تدوم 5700 عام دون إعادة شحن.. اختراع جديد في بريطانيا

الساعة 11:47 صباحاً

 

 

حقق فريق من الباحثين في جامعة بريستول وهيئة الطاقة الذرية في المملكة المتحدة تقدماً مذهلاً في مجال الطاقة، باختراع بطارية يمكن أن تدوم 5700 عام دون الحاجة لإعادة شحنها.

وتعتمد البطارية على الكربون-14 المشع، المدمج داخل هيكل من الماس، لتوليد تيار كهربائي منخفض لكنه مستمر على مدى آلاف السنين، وهو إنجاز قد يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات الطاقة طويلة الأمد.

طاقة لا تنضب

تقدم البطارية الجديدة حلاً لمشكلة أساسية تواجه مهام الفضاء الطويلة الأمد، حيث تصبح الألواح الشمسية عديمة الفائدة مع ابتعاد المركبات عن الشمس. يوفر مصدر الطاقة القائم على الكربون-14 تياراً مستمراً منخفض الطاقة، مثالي لأجهزة الاستشعار، منارات الاتصال، وعلامات التردد اللاسلكي (RF)، مما يضمن استمرار عمل الأجهزة لعقود من الزمن ، وفقا لموقع "earth".

كما يمكن لهذه البطاريات دعم الأجهزة الطبية المزروعة، ومعدات الأمن، وأنظمة المراقبة، حيث تحتاج هذه التطبيقات إلى حد أدنى من الصيانة واعتمادية عالية.

إمكانيات محدودة للطاقة

 

يشير البروفيسور توم سكوت، أستاذ المواد في جامعة بريستول، إلى أن هذه التكنولوجيا منخفضة الطاقة ولا تكفي لتشغيل الهواتف الذكية أو السيارات الكهربائية، لكنها قادرة على توفير طاقة صغيرة ومستدامة يمكن أن تدوم أطول بكثير من البطاريات التقليدية.

الهدف من هذه التكنولوجيا هو تقديم حلول طاقة دقيقة وطويلة الأمد يمكن تطبيقها في المجالات التي تتطلب موثوقية قصوى واستمرارية تشغيل، مثل الفضاء، الدفاع، والأجهزة الطبية المزروعة.

تحديات وإجراءات السلامة

رغم الإمكانات الواعدة، لا يزال أمام الباحثين العديد من الاختبارات قبل تطبيق البطارية على نطاق واسع. التعامل مع المواد المشعة يتطلب رقابة صارمة ومعايير سلامة دقيقة، بينما تظل تكلفة إنتاج الماس عاملاً مهماً يجب مراعاته.

كما أن القبول العام للتكنولوجيا قد يواجه تحديات بسبب وصمة "الاشعاع"، رغم أن مستويات الإشعاع في البطارية منخفضة وآمنة للغاية. ويجب على الجهات التنظيمية تقييم معايير السلامة والتصنيع والاستخدام والتخلص قبل السماح باستخدامها على نطاق واسع.

آفاق مستقبلية

من المتوقع أن تظل التكنولوجيا في البداية مقتصرة على القطاعات المتخصصة مثل الفضاء والدفاع والأجهزة الطبية المزروعة، إلا أن التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي قد يمهد الطريق لإنتاج خلايا طاقة مشعة أكثر فعالية وأقل تكلفة، بما يسهم في الحد من النفايات وضمان استمرارية الطاقة في التطبيقات الحرجة.

يصف الخبراء هذا الابتكار بأنه خطوة ثورية نحو مصادر طاقة طويلة الأمد ومستدامة، قد تعيد تعريف مفهوم الاعتماد على البطاريات التقليدية في المستقبل.