الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - لماذا يريد العلماء إرسال ساعات دقيقة إلى القمر قبل 2026؟

لماذا يريد العلماء إرسال ساعات دقيقة إلى القمر قبل 2026؟

الساعة 05:43 مساءً

 

 

يدفع سباق الفضاء المتجدد الولايات المتحدة وحلفاءها، إضافة إلى الصين، نحو إنشاء مستوطنات دائمة على القمر، مما أعاد التعقيدات المرتبطة بقياس الوقت إلى الواجهة.

 

على سطح القمر، اليوم الواحد أقصر بحوالي 56 ميكروثانية مقارنة بالأرض، وهو فارق صغير على المدى القصير لكنه يمكن أن يؤدي إلى تفاوتات كبيرة مع مرور الوقت.

 

تعمل وكالة ناسا وشركاؤها الدوليون على تطوير مقياس زمني خاص بالقمر، يأخذ في الاعتبار أن الثواني تمر بشكل أسرع على سطحه، وفق ما أوضحت شيريل غراملين، المسؤولة عن الملاحة والوقت في مركز غودارد لرحلات الفضاء. الهدف هو إنشاء إطار زمني تتفق عليه الدول المستكشفة للفضاء، لتسهيل التنقل والاتصالات والعمليات العلمية على القمر، وفقا لـ cnn.

 

وجّه البيت الأبيض، في نهاية عام 2024، وكالة ناسا لوضع خطة تفصيلية لهذا المقياس الزمني، مع الالتزام بتنفيذه بحلول نهاية 2026، وهو نفس العام المقرر لعودة رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر بعد أكثر من خمسة عقود.

 

على الأرض، يعتمد البشر على الساعات الذرية لضمان دقة الوقت، حيث تستخدم اهتزازات الذرات لحساب مرور الثواني. هذه الساعات تأخذ في الاعتبار تأثير الجاذبية، فكلما اقتربت الساعة من سطح الأرض، عملت أبطأ وفق نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي تفسر كيف تؤثر الجاذبية على مرور الوقت.

 

 

أما في الفضاء، فتزداد الأمور تعقيدا. فسرعة المركبات الفضائية تؤثر أيضا على الوقت، وفقا للنسبية الخاصة. لذلك، تم تجهيز المركبات الفضائية بساعاتها الخاصة، التي تعمل بالتوازي مع الوقت العالمي المنسق على الأرض لضمان دقة العمليات والملاحة، خصوصا في مهام بعيدة مثل مركبة نيو هورايزونز التي وصلت إلى حزام كويبر.

 

على القمر، يحتاج العلماء إلى نقل ساعات دقيقة مثل الساعات الذرية والمذبذبات الكريستالية لتسجيل الوقت بدقة. ومن المتوقع أن تُوضع هذه الساعات داخل أقمار صناعية أو في مواقع محددة على سطح القمر لتشكيل شبكة زمنية، أطلقت ناسا عليها اسم "LunaNet"، يمكن مقارنتها بالإنترنت من حيث الإطار التنظيمي والمراقبة.

 

وتشير غراملين إلى أن الشبكة الجديدة ستسمح للرواد بالتنقل على سطح القمر بدقة، وإجراء التجارب العلمية والتواصل، مع الحفاظ على توافق الوقت مع الأرض، ورغم أن تكلفة الساعة الذرية قد تصل إلى ملايين الدولارات، فإن الدقة في الملاحة تستدعي هذا الاستثمار.

 

ويواجه رواد الفضاء تحديات إضافية، فليست بيئة القمر مشابهة للأرض؛ فالخط الاستوائي يشهد حوالي 14 يوما من النهار يتبعه 14 يوما من الليل، بالإضافة إلى مناطق مضاءة ومظللة دائما، ما يجعل تجربة الوقت على القمر مختلفة تماما عن الأرض.

 

وأكد العلماء أن تطوير مقياس زمني قمري ناجح سيعد خطوة مهمة لرحلات مستقبلية إلى المريخ والأجسام السماوية الأخرى، مع الاستفادة من كل الخبرات المكتسبة على الأرض.