الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - «ناسا» تكشف عن تفاصيل لا تصدق حول «أرتميس 3»

«ناسا» تكشف عن تفاصيل لا تصدق حول «أرتميس 3»

الساعة 08:58 مساءً

 

 

كشفت «الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء». وكالة ناسا (NASA)، عن خطة مذهلة تكاد لا تصدق، تشكل عودة تاريخية للبشر إلى سطح القمر عبر مهمة «أرتميس 3» (Artemis 3)، وهي حجر الزاوية في برنامج «ناسا» الطموح لإعادة البشر إلى سطح القمر. بينما ركزت مهمتا «أرتميس 1» و«أرتميس 2» على الاختبار، فإن «أرتميس 3»، هي المهمة التي ستحمل أول رواد فضاء إلى السطح منذ أكثر من 50 عاماً، بما في ذلك أول امرأة، وأول شخص ملون يطأ سطح القمر، ومخطط لها حالياً في عام 2027.

مهمة أرتميس 3

ستبني مهمة أرتميس 3 على رحلة أرتميس 2 التجريبية المأهولة، بإضافة قدرات جديدة مع نظام الهبوط البشري والبدلات الفضائية المتقدمة لإرسال أول البشر لاستكشاف منطقة القطب الجنوبي للقمر. الهدف الأساسي لمهمة «أرتميس 3»، هو إرساء وجود بشري مستدام على سطح القمر. ولهذا السبب، ركزت «ناسا» على اختيار مواقع هبوط محددة بعناية، معظمها يقع في منطقة القطب الجنوبي للقمر.

مناطق مظللة بشكل دائم

السبب الرئيس لاختيار القطب الجنوبي، هو وجود مناطق مظللة بشكل دائم داخل فوهات البركان، يُعتقد أنها تحتوي على كميات كبيرة من جليد الماء. هذا المورد حيوي للمهام المستقبلية، حيث يمكن استخدامه، ليس فقط كمياه للشرب، ولكن أيضاً لإنتاج الأكسجين القابل للتنفس، والوقود الصاروخي (الهيدروجين والأكسجين)، ما يقلل من الحاجة إلى حمل هذه الموارد من الأرض.

مركبة أوريون الفضائية

ستكون مركبة أوريون الفضائية التابعة لناسا، وسيلة نقل الطاقم من وإلى الأرض، ومن مدار القمر إلى الخارج. أوريون هي المركبة الفضائية الوحيدة القادرة على إعادة الطاقم إلى الأرض بسرعات دخول قمرية. في مهمة أرتميس 1 الناجحة، تم اختبار الدرع الحراري الفريد التصميم لأوريون مؤخراً، في ظل ظروف دخول قمرية قاسية. سينطلق أربعة رواد فضاء من منصة الإطلاق 39B في مركز كينيدي للفضاء، التابع لناسا في فلوريدا، على متن نظام الإطلاق الفضائي (SLS)، وهو الصاروخ الوحيد القوي بما يكفي لإرسال أوريون وطاقمها ومؤنهم إلى القمر، في عملية إطلاق واحدة. سيتم اختيار الطاقم من بين أكثر فرق رواد الفضاء تنوعاً في التاريخ، حيث يتمتع كل منهم بمهارات فريدة وتدريب مكثف.

أولاً، سينطلق الطاقم إلى مدار الأرض، حيث سيُجرون فحوصات على الأنظمة وتعديلات على الألواح الشمسية لمركبة أوريون. بعد ذلك، سيُساعد دفع قوي من مرحلة الدفع المبردة المؤقتة لمركبة SLS، مركبة أوريون على إجراء مناورة حقن عبر القمر، مُحدداً مسارها نحو القمر.

رحلة تاريخية

سيسافر الطاقم نحو القمر لعدة أيام، وسيُجري عمليات حرق تصحيحية للمحرك، لاعتراض مجال جاذبية القمر. في الوقت والمكان المناسبين، ستُجري أوريون سلسلة من عمليتي حرق للمحرك، لوضع المركبة الفضائية في مدار هالة قمري شبه مستقيم (NRHO). من بين مئات المدارات المحتملة، اختارت ناسا NRHO لتحقيق أهداف برنامج أرتميس طويلة المدى. سيوفر NRHO اتصالات شبه دائمة مع الأرض، ويتيح الوصول إلى مواقع في جميع أنحاء القمر. ونظراً لتوازن جاذبيته بين الأرض والقمر، سيُعزز هذا المدار كفاءة استهلاك الوقود إلى أقصى حد. في المهمات المستقبلية، ستُجمع ناسا وشركاؤها محطة الفضاء القمرية «جيت واي» في NRHO، لتكون بمثابة مركز لمهام برنامج أرتميس.

اختارت ناسا شركة سبيس إكس لتوفير نظام الهبوط البشري الذي سينقل رواد فضاء أرتميس 3 من مركبة أوريون في مدارها القمري، إلى سطح القمر والعودة. وتخطط سبيس إكس لاستخدام مفهوم عمليات فريد لزيادة الكفاءة الإجمالية لمركبة الهبوط. بعد سلسلة من الاختبارات، ستطلق سبيس إكس مهمة تجريبية واحدة على الأقل بدون طاقم، تهبط فيها مركبة ستارشيب على سطح القمر. وعندما تستوفي مركبة ستارشيب جميع متطلبات ناسا ومعاييرها العالية لسلامة الطاقم، ستكون جاهزة لأول مهمة أرتميس لها.

سبيس إكس

قبل انطلاق الطاقم، ستطلق سبيس إكس مستودع تخزين إلى مدار الأرض. ستحمل سلسلة من ناقلات الوقود القابلة لإعادة الاستخدام، الوقود إلى مستودع التخزين، لتزويد نظام الهبوط البشري بالوقود. بعد ذلك، سينطلق نظام الهبوط البشري غير المأهول لمركبة ستارشيب إلى مدار الأرض، ويلتقي بمستودع التخزين لملء خزاناته، قبل تنفيذ عملية حرق محرك الحقن عبر القمر، ثم السفر لمدة ستة أيام تقريباً إلى NRHO، حيث سينتظر طاقم أرتميس 3.

نظام الهبوط البشري

عند وصول المركبتين الفضائيتين إلى NRHO، ستلتحم أوريون بنظام الهبوط البشري لمركبة ستارشيب، استعداداً لأول رحلة استكشافية لسطح القمر في القرن الواحد والعشرين. بمجرد تجهيز الطاقم ومؤنهم، سيصعد رائدا فضاء على متن ستارشيب، وسيبقى اثنان في أوريون. ستنفصل أوريون عن ستارشيب لتبقى في NRHO لدورة واحدة تقريباً حول القمر، تستغرق حوالي 6.5 أيام. وهذا يُطابق مدة رحلة استكشاف السطح، لذا، فعندما تُكمل أوريون مدارها، سيُنهي طاقم السطح المكون من شخصين، عملهما على السطح في الوقت المناسب للانطلاق مرة أخرى، للقاء المركبة الفضائية.

القطب الجنوبي

تضع ناسا أنظارها على مواقع حول القطب الجنوبي، ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر. الظروف المناخية القاسية والمتباينة، تجعله موقعاً صعباً على سكان الأرض للهبوط والعيش والعمل، إلا أن خصائص المنطقة الفريدة، تبشر باكتشافات علمية غير مسبوقة في أعماق الفضاء. باستخدام تقنيات متطورة، بما في ذلك أنظمة ذاتية التشغيل، سيهبط طاقم المركبة الفضائية في موقع مختار بعناية، ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر.