الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - 3 عوامل منعت تأثير "انقطاع كابلات البحر الأحمر" في خدمات الإنترنت بالسعودية

3 عوامل منعت تأثير "انقطاع كابلات البحر الأحمر" في خدمات الإنترنت بالسعودية

الساعة 08:47 مساءً

 

على وقع تأثر خدمات الإنترنت في بعض دول آسيا وأوروبا نتيجة حدوث انقطاع كابلات بحرية دولية في البحر الأحمر، أكد مختصون تقنيون سعوديون أن تأثير الواقعة بالنسبة إلى السعودية بدا طفيفاً، وعزوا ذلك إلى جملة عوامل تتمتع بها الرياض على غرار اعتمادها مسارات اتصالات دولية يمكن الانتقال إليها حال حدوث توقف بأحد الكابلات، ما منحها قدرة إعادة التوجيه، وحماية استقرار الخدمة.

 

ويتجسد العامل الثاني بمتانة البنية التحتية الرقمية، إذ عززت السعودية حجم الإنفاق المتزايد على بحوثها بنحو 25 مليار دولار، كما خصصت 20 مليار دولار أخرى للإنفاق على هذا القطاع في السنوات الخمس المقبلة، وذلك للتأكد من جاهزية واستعداد البلاد للأتمتة والتحول الرقمي.

 

 

وصاغت كذلك استراتيجيات مخصصة لأمن المعلومات لتأمين حماية الأصول من المخاطر الأمنية والكوارث كذلك، في حين يتلخص العامل الثالث بتنامي استثمارات الذكاء الاصطناعي في السعودية بمعدلات مرتفعة، ما جعلها حائط صد أمام الثغرات السيبرانية، والحوادث غير المتوقعة على غرار انقطاع الكابلات في البحر الأحمر، إذ لم تحدث تأثيراً كبيراً على خدمات الإنترنت في السعودية، وفقاً لمختصين.

 

من جهته، يوضح المختص في المجال التقني تركي المحمود أن الكابلات البحرية (الضوئية) تشكّل العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية عالمياً، إذ تنقل نحو 99% من تدفقات البيانات الدولية، في حين أن معظم حركة البيانات بين آسيا وأوروبا تمر عبر البحر الأحمر، ما يجعل هذا الممر البحري نقطة اختناق (Chokepoint) حساسة للغاية.

 

وقالت شركة "مايكروسوفت"، إن عملاء منصتها للخدمات السحابية "أزور" (Azure) يواجهون تعطلاً في تصفح الإنترنت بعد انقطاع عدة كابلات دولية في البحر الأحمر، ويؤكد بسام السيف مختص تقني أن انقطاع الكابلات البحرية في البحر الأحمر أثر مباشرة على حركة البيانات بين آسيا وأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، غير أن الأثر في السعودية كان محدودًا نسبياً.

 

وأشار السيف إلى أن مزوّدي الخدمة المحليين في المملكة يعتمدون على أكثر من مسار دولي، ما منحهم القدرة على إعادة التوجيه وحماية استقرار الخدمة. وأضاف أن بعض المستخدمين ربما لاحظوا ارتفاعًا طفيفًا في زمن الاستجابة (Latency) أو بطئًا لحظيًا في بعض التطبيقات المرتبطة بخوادم خارجية، غير أن الإنترنت بصفة عامة استمر بالعمل دون انقطاعات كبرى بفضل تنوع البنية التحتية، مؤكداً أن هذه الحادثة تبرز أهمية الاستثمار في تنويع المسارات البحرية والبرية كخيار استراتيجي يقلل من المخاطر المستقبلية ويضمن استمرارية الخدمات الرقمية.

 

ويستذكر السيف جملة أسباب جعلت السعودية بمنأى عن الآثار المحتملة والواقعة، على غرار اعتماد المنظومة الرقمية في السعودية على أكثر من مسار اتصالات دولي، ما منحها قدرة إعادة التوجيه، وحماية استقرار الخدمة.

 

كذلك أضاف أن بعض المستخدمين ربما لاحظوا ارتفاعًا طفيفًا في زمن الاستجابة (Latency) أو بطئًا لحظيًا في بعض التطبيقات المرتبطة بخوادم خارجية، غير أن الإنترنت بشكل عام استمر بالعمل دون انقطاعات كبرى بفضل تنوع البنية التحتية، ومتانتها.

 

 

وقرعت حادثة انقطاع كابلات بحرية دولية في البحر الأحمر الجرس لتؤكد أهمية الاستثمار في تنويع مسارات الاتصالات البحرية والبرية كخيار استراتيجي يقلل حجم المخاطر المستقبلية ويضمن استمرارية الخدمات الرقمية، هو الأمر ذاته الذي بدأ الحديث به المختص التقني مهند الكلش الذي قال إن الانقطاع الأخير يسلّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للبنية التحتية الرقمية في المنطقة.

 

في السياق ذاته، أوضح أن تأثر تدفقات البيانات بين آسيا وأوروبا نظير الانقطاع الذي طال كابلات بحرية يؤكد أن "منطقتنا ممر محوري للاقتصاد الرقمي العالمي"، لافتاً إلى أن أي خلل فيها يترك انعكاسات واسعة على الأعمال والحكومات والأفراد.

 

تحمل الحادثة التي يستغرق إصلاحها وقتاً طويلاً، وفقاً لـ"مايكروسوفت" دروساً مهمة، وفقاً لمهند الكلش المختص التقني، أبرزها ضرورة الاستثمار في مسارات متعددة بحرية وبرية لتقليل الاعتماد على عدد محدود من الكابلات، والإسراع في إنشاء مراكز بيانات إقليمية تقلل الحاجة لنقل البيانات عبر القارات، وتعزيز الشفافية مع المستخدمين عند وقوع الأزمات لبناء الثقة.

 

نتيجة للحادثة، أعادت أزور - ثاني أكبر مزوّد للخدمات السحابية في العالم- بعد Amazon AWS، توجيه حركة البيانات عبر مسارات شبكة بديلة، مما يضمن استمرار الخدمة دون انقطاع.

 

وأفادت شركة NetBlocks، التي تراقب الوصول إلى الإنترنت، بأن انقطاعات الكابلات البحرية في البحر الأحمر أدت إلى تدهور اتصال الإنترنت في عدة دول. وألقت باللوم على الأعطال التي أثرت على أنظمة الكابلات (SMW4) و(IMEWE)، ويستغرق إجراء إصلاحات الكابل أسابيع، إذ يجب على السفينة وطاقمها تحديد موقعهم فوق الكابل التالف.