الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - أمل جديد.. اختراق علمي واعد قد يحدث ثورة في علاج السرطان ويجنّب العلاج الكيماوي

أمل جديد.. اختراق علمي واعد قد يحدث ثورة في علاج السرطان ويجنّب العلاج الكيماوي

الساعة 02:55 مساءً

 

 

 

ربما يكون العلماء أقرب بخطوة واحدة إلى تطوير لقاح عالمي ضد السرطان، والذي من الممكن أن يحدث ثورة في طريقة علاج هذا المرض.

يستخدم اللقاح تقنية mRNA، أو messenger RNA، وهي نفس التقنية المستخدمة في لقاحات كوفيد-19 ، والتي تحمل تعليمات للخلايا لإنتاج بروتينات محددة.

علم أحمر

 

ومع ذلك، بدلاً من توجيه الخلايا لإنتاج بروتين يحفز استجابة مناعية، استخدم الباحثون في جامعة فلوريدا mRNA الذي يعمل كعلم أحمر في حد ذاته، وينبه الجهاز المناعي على الفور ويدفع إلى رد فعل وفق "ديلي ميل".

وفي دراستهم، التي نُشرت في مجلة Nature Biomedical Engineering ، تم علاج الفئران المزروعة بأورام الميلانوما البشرية بلقاح mRNA إلى جانب أدوية العلاج المناعي، وهي أدوية مصممة لتسخير وتعزيز جهاز المناعة، مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع.

ساعد هذا المزيج الخلايا المناعية على التعرف على السرطان ومهاجمته، مما أدى إلى انكماش الورم، وفي بعض الحالات اختفائه تماماً. إلا أنه في معظم الحالات، توقف نمو الأورام ببساطة.

وخلال 50 يوماً ماتت جميع الفئران غير المعالجة، ولكن بين تلك التي تلقت اللقاح والعلاج المناعي، نجا كل فأر لمدة 60 يوماً على الأقل، وأكثر من النصف ظلوا على قيد الحياة في اليوم المائة عندما انتهت التجربة.

ولا يزال البحث في مراحله المبكرة ولم يتم اختباره على البشر بعد، لكن العلماء قالوا إنه يقدم لمحة واعدة للمستقبل حيث قد لا تكون المعالجة الكيميائية والإشعاعية والجراحة ضرورية في مكافحة السرطان.

وقال الدكتور إلياس سايور، أخصائي أورام الأطفال الذي قاد البحث: "تصف هذه الورقة ملاحظة غير متوقعة ومثيرة للغاية: حتى اللقاح غير المحدد لأي ورم أو فيروس معين يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات محددة للورم.

وأضافت أن "هذا الاكتشاف دليل على أن هذه اللقاحات يمكن تسويقها تجارياً باعتبارها لقاحات عالمية للسرطان قد تعمل على تحفيز الجهاز المناعي ضد الورم الفردي لدى المريض".

اختراق علمي

 

 

يرى العلماء أن تطوير لقاح ضد السرطان، يستهدف أحد الأسباب الرئيسية للوفاة، سيكون بمثابة "الهدف الأسمى" للاختراقات الطبية.

هناك حالياً طريقتان رئيسيتان في تطوير لقاح السرطان، بما في ذلك تحديد هدف مشترك موجود في العديد من المرضى الذين يعانون من نوع معين من السرطان، أو إنشاء لقاح مخصص مصمم خصيصاً لورم معين لدى كل فرد.

ومع ذلك، يعتقد الفريق الذي يقف وراء هذا البحث الجديد أن دراستهم تقدم نهجاً ثالثاً واعداً، يركز على تحفيز استجابة مناعية قوية بدلاً من استهداف السرطان بشكل مباشر.

وأوضح الدكتور دوان ميتشل، جراح الأعصاب والمؤلف المشارك في الدراسة: "ما وجدناه هو أنه باستخدام لقاح مصمم ليس لاستهداف السرطان على وجه التحديد، ولكن لتحفيز استجابة مناعية قوية، يمكننا إثارة رد فعل قوي للغاية مضاد للسرطان".

وأشار إلى "أن هذا الأمر يحمل إمكانات كبيرة ليتم استخدامه على نطاق واسع بين مرضى السرطان، وربما يؤدي بنا حتى إلى التوصل إلى لقاح جاهز للسرطان".

 تحفيز استجابة مناعية سريعة

 

وفي الدراسة، استخدم العلماء mRNA المشتق من الميتوكوندريا، وهي الهياكل المنتجة للطاقة داخل الخلايا، والتي يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تحفيز استجابة مناعية سريعة.

واختبر الباحثون لقاحهم الجديد على عدة أنواع من السرطان لدى الفئران، بما في ذلك سرطانات الجلد والعظام والدماغ، ووجدوا أنه في كثير من الحالات، تقلصت الأورام أو اختفت تماماً بعد العلاج.

واقترح الدكتور إلياس سايور، أخصائي أورام الأطفال والمحقق الرئيسي، أن اللقاح قد يساعد في تنشيط الخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية المسؤولة عن اكتشاف التهديدات وتدميرها، والتي فشلت في السابق في الاستجابة، مما دفعها إلى التكاثر ومهاجمة الخلايا السرطانية.

وأضاف الدكتور دوان ميتشل: "قد يكون هذا وسيلةً عالميةً لتحفيز الاستجابة المناعية للمريض تجاه السرطان. وسيكون ذلك بالغ الأهمية إذا أمكن تعميمه على الدراسات البشرية".

ورغم أن اللقاح لا يزال على الأرجح على بعد سنوات من الاستخدام السريري، يقول الفريق إنهم يعملون بنشاط على تطويره للتجارب البشرية.