الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - سعره ملايين الدولارات .. حجر نادر أغلى من الذهب والألماس(صورة)

سعره ملايين الدولارات .. حجر نادر أغلى من الذهب والألماس(صورة)

الساعة 07:18 مساءً

 

 

 

عندما نسمع بعبارة "معادن ثمينة"، سرعان ما يخطر ببالنا الذهب، الألماس ، الزمرد أو حتى البلاتين، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هناك حجراً نادراً يباع بمئات الملايين من الدولارات للقيراط الواحد، وتتجاوز في قيمتها الذهب والماس مجتمعين. إنها "اليشم الإمبراطوري"، تلك الجوهرة الخضراء الداكنة التي يُستخرج أغلبها من مكان واحد في العالم: ميانمار.

ما هو اليشم ولماذا يُعد من أثمن الأحجار الكريمة على وجه الأرض؟

اليشم هو حجر كريم ينتمي إلى مجموعة معادن السيليكات، ويوجد بنوعين رئيسيين: النفريت (الأكثر شيوعًا)، والجاديت، وهو الأندر والأغلى ثمنًا، ويشكّل النوع الأكثر طلبًا على مستوى العالم.

ولكن، مع ذلك، لا تُعتبر كل أحجار اليشب متساوية في قيمتها، إذ تختلف الأحجار من واحدة لأخرى بناء على أنواعها ونقاوتها ومدى أصالتها ، وفقا لـ "سي إن إن".

ويُعتبر صنف الجاديت من بين الأنقى والأكثر شفافية، ويأتي بعدة ألوان، من الأخضر الغامق، ولون الخزامى، إلى الأبيض، والأسود. وغالباً ما يكون الجاديت من بين أقوى الأصناف وأكثرها قيمة، ما يجعله مثالياً للاستخدام في المجوهرات الثمينة والفاخرة.

لكن ما يميّز الجاديت تحديدًا هو لونه الأخضر الزمردي المكثف، المعروف باسم "اليشم الإمبراطوري"، وهو اللون الأكثر ندرةً وطلبًا. يتكوّن هذا اللون الفريد نتيجة ظروف جيولوجية دقيقة تتطلب ضغطًا عاليًا ودرجات حرارة منخفضة، ما يجعله من أندر المعادن من حيث التكوين الطبيعي.

ميانمار.. الكنز المخفي

تُنتج ميانمار (بورما) حوالي 70% من اليشم عالي الجودة في العالم، خصوصًا من منطقة كاشين شمال البلاد. وقد حافظت على مكانتها كمصدر شبه حصري لهذا الحجر لسنوات طويلة، ما منحها سلطة تجارية وجيولوجية كبيرة في سوق الأحجار الكريمة العالمية.

 

ورغم وجود رواسب صغيرة في دول مثل غواتيمالا (التي تشتهر باليشم الأزرق)، واليابان، والمكسيك، إلا أن جودة الحجر وقدرته على التشكّل بهذا الصفاء واللون الكثيف لا تضاهى بما يوجد في ميانمار.

حجر له تاريخ عريق

في الصين القديمة، لم يكن اليشم مجرد زينة. بل كان يُعتبر حجرًا مقدسًا، يُستخدم في طقوس الدفن الملكي. أما في حضارة المايا، فقد تفوّق اليشم على الذهب في قيمته، إذ كان يرمز للحياة والتواصل مع العالم الآخر. وكانت تُصنع منه أقنعة الجنائز والتمائم.

لماذا لا يحظى بشهرة عالمية رغم ثمنه الفلكي؟

قد يبدو غريبًا أن جوهرة بهذه القيمة لا تحظى بنفس شهرة الذهب أو الماس، والسبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل:

محدودية توفره الجغرافي، وتركّز أسواقه في آسيا، والسيطرة السياسية على استخراجه في ميانمار، والتي تمر بفترات اضطراب داخلي تعرقل انتشاره عالميًا.

كنز روحي ومادي

اليشم ليس مجرد حجر نفيس، بل هو رمز للهوية والثقافة والتاريخ في العديد من الشعوب. ولأن امتلاكه يُعد حلمًا صعب المنال، فقد أصبح قطعة فنية وروحية ثمينة لا تضاهى.

سواء أكان للزينة، أو كتعويذة، أو حتى كاستثمار، يبقى اليشم أحد أندر وأجمل الكنوز التي أهدتها الطبيعة للبشرية.