الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - لماذا تختلف أحزمة مقاعد طاقم الطائرة عن أحزمة الركاب؟

لماذا تختلف أحزمة مقاعد طاقم الطائرة عن أحزمة الركاب؟

الساعة 02:30 مساءً

 

 

يتساءل كثير من المسافرين عند هبوط الطائرة، بينما يتابعون مضيفي ومضيفات الطيران يأخذون مقاعدهم استعدادًا للهبوط، عن سبب اختلاف أحزمتهم عن الأحزمة العادية التي يُطلب من الركاب ربطها، فبينما يكتفي الركاب بحزام بسيط يلتف حول الخصر، يستخدم أفراد الطاقم حزاما معقدا يمتد على شكل "X" يعبر الصدر والكتفين. فما السر وراء هذا التصميم المختلف؟

الإجابة تبدأ من طبيعة عمل طاقم الضيافة الجوية، الذي لا يقتصر على تقديم الخدمات، بل يشمل مسؤوليات حيوية تتعلق بسلامة الركاب والطائرة نفسها، وعند حدوث أي طارئ، يُنتظر من أفراد الطاقم أن يكونوا في مقدمة من يستجيب للوضع، وهو ما يجعل تأمين سلامتهم أولوية قصوى، وفقا لصحيفة Metro البريطانية.

توضح مارينا إيفثيميو، أستاذة إدارة الطيران في جامعة دبلن، أن الفرق في تصميم الأحزمة ليس عبثيا، بل يعكس "مقايضة بين السلامة والراحة".

تقول: "لو طُلب من الركاب ارتداء الأحزمة التي يستخدمها طاقم الطائرة، لما تمكنوا من الاستمرار بربطها طوال الرحلة، وربما واجهوا صعوبة في فكها بسرعة في حال الطوارئ".

وتضيف أن مقاعد الطاقم، التي توضع غالبا في أماكن مكشوفة دون وسائد أو حواجز، تحتاج إلى أنظمة تثبيت أكثر صلابة لضمان الاستقرار عند الاضطرابات الجوية أو الهبوط الاضطراري.

وتكشف شهادات بعض أفراد الطاقم السابقين عن تفاصيل مثيرة. ففي إحدى المشاركات على منصة Reddit، ذكرت مضيفة طيران سابقة أنها عملت على طائرة صغيرة تتسع لـ50 راكبا، وكان مقعدها قابلا للطي وغير مثبت بشكل كامل في جسم الطائرة. "ذلك المقعد كان يهتز بقوة عند الإقلاع والهبوط، ولم يكن مريحا كما هي مقاعد الركاب، لذا كان الحزام المتقاطع ضروريا لمنع أي إصابة"، تقول المضيفة.

وفي تعليقات أخرى، شدد مشاركون على أن بقاء الطاقم في أمان هو أمر بالغ الأهمية، لأنهم العنصر المسؤول عن تنظيم الإخلاء وإنقاذ الأرواح في الحالات الطارئة. أحدهم كتب: "الركاب يمكن استبدالهم، أما الطاقم فلا".

السؤال الذي يُطرح أحيانا هو: لماذا لا يتم تعميم أحزمة ثلاثية النقاط، مثل تلك الموجودة في السيارات، على جميع مقاعد الطائرة؟ يجيب الخبراء بأن الهدف الأساسي من حزام الطائرة هو الحماية من الاضطرابات الجوية، وليس من الحوادث الناجمة عن التصادم كما في المركبات. لذلك، يُفضَّل تصميم بسيط يقي الركاب من الإصابات الناتجة عن الطيران المفاجئ أكثر من الحماية من الصدمات الأمامية.

بعيدا عن الجوانب التقنية، يُدرك طاقم الطائرة أن مظهرهم وسلوكهم يؤثران نفسيا على الركاب.

ميريال لوف، مضيفة تعمل لدى شركة طيران دولية، تقول إنها تتعمد الابتسام والتظاهر بالضحك أثناء الاضطرابات الجوية حتى لا يصاب الركاب بالذعر. "يعلم الركاب أن نظراتهم موجهة إلينا… لذا أؤدي عرضا مطمئنا بالكامل"، توضح.

في النهاية، يظهر أن اختلاف الأحزمة ليس مجرد فرق تصميمي، بل يعكس فلسفة كاملة تتعلق بإدارة الطوارئ وضمان بقاء العنصر الأساسي في أي أزمة: طاقم الطائرة.