أصدرت شركة "أبل" تحذيراً في وقت سابق لمستخدمي هواتف "آيفون"، تنبههم فيه إلى مخاطر استخدام الأرز كوسيلة لتجفيف الأجهزة المتضررة من الماء، وهي طريقة شائعة بين المستخدمين رغم التحذيرات المتكررة من عدم فعاليتها.
وأكدت الشركة أن وضع الهاتف المبلل داخل كيس من الأرز قد يؤدي إلى تلف إضافي للجهاز، وذلك بسبب احتمال دخول جزيئات دقيقة من الحبوب إلى داخل مكوناته، ما قد يؤثر على وظائفه الحساسة، وخصوصاً منفذ الشحن، وفقا لصحيفة الغارديان.
وأوضحت أبل أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الهاتف المبلل تتمثل في إطفائه فوراً، ثم هزّه بلطف لتصريف السائل، مع إبقاء منفذ الشحن في الأسفل، قبل وضعه في مكان جاف جيد التهوية حتى يجف تماماً.
كما شددت على ضرورة تجنّب استخدام مصادر الحرارة الخارجية مثل المجففات أو المدافئ، وأيضاً الامتناع عن إدخال أدوات مثل أعواد القطن أو المناديل الورقية داخل الجهاز.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار اعتماد مستخدمين كثيرين على طرق تقليدية للتعامل مع تلف الهواتف الناتج عن السوائل، رغم التطور الكبير في تصميم الهواتف الذكية ومواصفاتها المقاومة للماء. إذ تشير بيانات تقنية إلى أن جميع طرازات آيفون منذ إصدار iPhone 12 تتمتع بقدرة على مقاومة الغمر في الماء حتى عمق 6 أمتار ولمدة تصل إلى 30 دقيقة، وفقاً لتصنيف الحماية IP68.
لكن على الرغم من هذه الميزات، تؤكد أبل أن مقاومتها للماء لا تعني الحصانة الكاملة، لا سيما عند التعرض لأنواع أخرى من السوائل مثل المشروبات أو المياه المالحة، أو عند محاولة تجفيف الهاتف بوسائل غير آمنة قد تضر بمكوناته الداخلية.
وفي هذا السياق، يشير خبراء تقنيون إلى أن الأرز ليس مادة مجففة فعالة كما يُشاع، بل إن استخدامه قد يؤخر عملية التبخر الطبيعي للرطوبة، ويوصى الخبراء عوضاً عن ذلك باستخدام عبوات محكمة الإغلاق تحتوي على مواد ماصة للرطوبة مثل هلام السيليكا، وهي الأكياس الصغيرة الموجودة غالباً في الأحذية والحقائب الجديدة.
وتحتوي هواتف أبل وسامسونغ الحديثة على مستشعرات داخلية تكشف عن وجود رطوبة في منفذ الشحن، وتقوم بإرسال تنبيه للمستخدم بعدم توصيل الهاتف بالكهرباء حتى جفافه التام، وتشير الشركة إلى ضرورة الانتظار لعدة ساعات بعد جفاف الهاتف قبل محاولة شحنه مجدداً.
وتأتي هذه التوصيات في ظل تنامي سوق الهواتف المستعملة عالمياً، بسبب ارتفاع تكاليف الأجهزة الجديدة، ما يجعل هذه الإرشادات أكثر أهمية لشريحة واسعة من المستخدمين الذين يعتمدون على طرازات أقدم أقل مقاومة للسوائل.
وفي المحصلة، تؤكد أبل أن العناية الفورية والصحيحة بالهاتف بعد تعرضه للماء يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في الحفاظ على سلامته، وتقلّل من احتمالات تعطل مكوناته الداخلية أو فقدان البيانات، داعية المستخدمين إلى التخلي عن الأساليب الشائعة غير المدروسة والاعتماد على إرشادات موثوقة عند التعامل مع أعطال السوائل.