اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جماعة الحوثي بتحويل جزيرة كمران، الواقعة شمال غرب محافظة الحديدة (غربي البلاد)، إلى "سجن جماعي مغلق"، حيث يتم منع السكان من مغادرة الجزيرة أو التواصل مع العالم الخارجي بعد قطع جميع وسائل الاتصالات عنهم.
وأوضح غالب القديمي، نائب مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة، أن "هناك معلومات تفيد بإخفاء العشرات من أبناء الجزيرة قسراً، بعد اتهامهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة"، وذلك في أعقاب موجة من الغارات الجوية التي تجاوزت 80 غارة خلال الأيام الماضية.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر يمنية بأن جماعة الحوثي شددت القيود على جزيرة كمران الواقعة قبالة سواحل الحديدة، حيث منعت السكان من مغادرتها وقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل، ما فاقم من عزلتها.
وأشارت هذه المصادر إلى أن الجماعة تحتجز العشرات من أبناء الجزيرة بتهم تتعلق بـ"التعاون مع جهات أجنبية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وذلك عقب سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع للحوثيين في محيط الجزيرة، والتي تجاوز عددها الـ80 خلال الأيام الماضية، وفق تقديرات غير رسمية.
وتُعد جزيرة كمران إحدى أبرز الجزر اليمنية في البحر الأحمر، وتكتسب أهمية استراتيجية نظراً لموقعها القريب من ممرات الشحن البحري الدولية.
وتقع جزيرة كمران المأهولة بالسكان على بعد 6 كلم قبالة ميناء الصليف، وتبلغ مساحتها حوالي 100 كيلومتر مربع، وتشكل حزاماً أمنياً على الميناء الذي كان يصدر الملح سابقاً.
وتبرز أهميتها الاستراتيجية من كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية في البحر الأحمر.
كما يقع في الطرف الجنوبي من الجزيرة فنار ذو منار دائرية، تمت إقامته لتسهيل رؤية السفن العابرة عبر البحر الأحمر.