الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - هوس تضخيم العضلات يوقع بعض الشباب في فخ الأورام السرطانية

هوس تضخيم العضلات يوقع بعض الشباب في فخ الأورام السرطانية

الساعة 12:01 مساءً

 

لم يكن يدرك الشاب حمد أن رغبته القوية في بناء عضلات مفتولة في وقت قياسي ستكون بداية الطريق لرحلة لم يكن يتوقع يوماً أن يخوضها وهو في العشرينيات من عمره عندما فوجئ بألم في صدره وتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوص وكانت المفاجأة المزعجة أنه يعاني من سرطان الثدي وتم إخضاعه فوراً للعلاج وتبين أن الأمر بسبب مكملات بناء العضلات والهرمونات التي كان يحصل عليها دون وعي، وهو الأمر الذي أصابه بحالة نفسية سيئة داعياً الشباب إلى توخي الحذر والابتعاد عن حقن الهرمونات نهائياً وعدم الانجرار وراء من يرغبون في تحقيق مكاسب مالية دون مراعاة لأي اعتبارات أخلاقية.

 

ترويج مخالف

 

أشار البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام إلى أن الكثير من الشباب يتجهون هذه الأيام إلى بناء عضلاتهم والمواظبة على الذهاب إلى الصالات الرياضية للحصول على الجسم المناسب، وتكمن المشكلة في الشباب الذين يستعجلون في بناء عضلاتهم وبالتالي يلجؤون إلى حقن الهرمونات والمكملات الغذائية لتسريع عملية تضخيم العضلات بمساعدة هذه المكملات التي تحتوي على بعض الفيتامينات، البروتينات، الأحماض الأمينية، الأحماض الدهنية، الكيراتين، ومحفزات هرمون التستوستيرون وغيرها من المواد التي تساعد على تضخيم العضلات في وقت قصير.

 

وأكد البروفيسور الشامسي أن الهرمونات التي يأخذها الشباب لتكبير العضل لا تعتبر من المكملات الغذائية، بل هي مواد هرمونية 100 %، حيث يصفها الأطباء لمعالجة بعض المشكلات كالعقم أو لعلاج مشكلات الإنجاب عند الرجل، وللأسف هذه الأدوية موجودة في السوق السوداء كما أن بعض النوادي الصحية تروج لها بطريقة مخالفة، وهنا تكمن خطورة الأمر.

 

تأثيرات جينية

 

ولفت إلى أن عدداً كبيراً من الدراسات المتخصصة أشارت إلى دور هرمون الإستروجين كمسرطن للثدي، حيث يُفترض أن هناك ثلاث آليات رئيسية وراء آثاره المسرطنة تتمثل بتحفيز تكاثر الخلايا من خلال نشاطه الهرموني بواسطة مستقبلاته، وتأثيراته الجينية السامة المباشرة عن طريق زيادة معدلات الطفرات من خلال التنشيط الأيضي، وتحفيز اختلال الصيغة الصبغية، ومؤخراً ثبت تماماً أن الإستروجينات مسببة للسرطان في الثدي البشري، ما يدعم فكرة أن هذا الهرمون مُسبب لسرطان الثدي.

 

طرق غير صحية

 

ولفت الدكتور عادل السجواني استشاري طب الأسرة، إلى أن هناك فئة من الشباب تلجأ لطرق غير صحية وخطيرة، في سبيل الحصول على جسم عضلي على طريقة أبطال كمال الأجسام، من خلال أخذ فيتامينات، هرمونات، بروتينات، ومنشطات عن طريق الحقن والتي تعتبر الأخطر.

 

وأكد أن الهرمونات التي يستخدمها الشباب خطيرة جداً مثل هرمون النمو لبناء عضلات بشكل سريع وهو الأمر الذي يعتبر بوابة للأورام السرطانية بشكل كبير، وأن الهرمونات مواد كيميائية دقيقة تتحكم بالجسم كله فتضخم العضل وتضخم الكبد والكلى أيضاً كما لها أضرار أخرى خطيرة.

 

وأشار إلى أن الفيتامينات التي يتناولها الرياضيون نوعان، منها ما يذوب عن طريق الدهون مثل فيتامين د، والآخر يذوب من خلال الماء مثل فيتامين c، وهذه الفيتامينات يحصل عليها جسد الإنسان الحيوي من مصادر طبيعية ناتجة عن الغذاء الجيد. وأضاف إن الفيتامينات التي تذوب عن طريق الدهون تخزن في الجسم وتسبب حصوات في الكلى مستقبلاً والعديد من الأمراض.

 

وحذر من مخاطر الهرمونات التي يتم تناولها بغرض تضخيم العضلات، حيث يمتلك الجسد أعضاء متخصصة في إفراز الهرمونات مثل الغدة الدرقية والنخامية، وفي حال حدث خلل في إفراز الهرمونات يقوم الطبيب بوصفها للمريض المحتاج لها، لكن بعض الرياضيين يقومون بتناولها عن طريق الحبوب والإبر، وتحديداً في عالم كمال الأجسام، وعندما يحصل على تضخم العضلات الذي يريده يحدث في جسده انتهاكات لبعض الأعضاء الحيوية، ومنها تضخم القلب وعضلته، إضافة إلى فشل كلوي ومرض في الكبد بعد فترة زمنية، وخشونة في العظام وأمراض أخرى لا علاج لها.

 

نتائج خطيرة

 

من جانبه نوه الدكتور خالد الشريف العوضي أخصائي طب الأسرة إلى أن النتائج التي تترتب على حقن الهرمونات خطرة، فهي لا تؤثر في الجسم فحسب، بل أيضاً في الحالة النفسية، فيصبح المرء مزاجياً إلى حد ما، أما العضلات التي تُكتسب بفعل الهرمونات، فلن تدوم فترة طويلة، إذ سيخسر المرء قسماً كبيراً منها بعد التوقف عن تناولها.

 

ودعا إلى ضرورة الالتفات إلى الطرق الطبيعية التي تعمل على زيادة العضل، أي الرياضة مع الحرص على أخذ الفيتامينات والبروتينات اللازمة عن طريق الغذاء، لأن هذه الهرمونات تعمل على تغيير عملية الحرق في الجسم، وبالتالي فإن تعامل الجسم مع السكريات والدهون والبروتينات يتبدل، ما يؤثر في الجهاز العصبي، ويدخل الإنسان، ولا سيما مع الجرعات الزائدة، في أمراض شتى تصل إلى الغيبوبة.

 

وأكد أن التأثيرات السلبية للحقن الهرمونية تتمثل في كسل الغدة التي تفرز الهرمونات، كما أنها تسبب العقم عند الرجال، حيث لا تعود الغدد قادرة على صناعة الهرمونات بشكل جيد، وغالباً ما يواجه الرياضيون هذه المشكلة، في وقت لاحق، بسبب اعتيادهم الحقن الهرمونية.

 

إلى ذلك وطبقاً لبحث أجرته جامعة هارفارد للصحة العامة فإن الرجال الذين يلجؤون إلى المكملات الغذائية وحقن الهرمونات لتضخيم عضلاتهم هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي والخصيتين، وخاصة الذين أخذوا هذه المكملات قبل سن الـ25 عاماً، والذين يأخذون أكثر من مكمل في نفس الوقت ويأخذون هذه المكملات لـ3 سنوات أو أكثر حيث تم نشر هذه النتائج المؤكدة في المجلة البريطانية للسرطان بهدف التوعية.