تشهد الساحة اليمنية تصعيداً عسكرياً متواصلاً مع دخول الضربات الأميركية على مواقع الحوثيين شهرها الثاني. بينما تؤكد واشنطن تدمير 120 موقعاً عسكرياً للحوثيين وإصابة شبكة اتصالاتهم، تنفي الجماعة الخسائر وتتوعد بالتصعيد، في مؤشر على تباين التقييمات حول فعالية هذه الحملة.
تحليل الخبراء للاستراتيجية العسكرية
كشف العميد جميل المعمري، الخبير العسكري اليمني، في تعليق لبرنامج "غرفة الأخبار" ضمن برامج سكاي نيوز عربية أن الضربات ركزت على البنية التحتية العسكرية للحوثيين ("ذيل الأفعى") بدلاً من استهداف القيادات ("رأس الأفعى").
وأشار إلى أن تعطيل مراكز الاتصال الحوثية يمثل نجاحاً تكتيكياً، لكنه حذر من الحاجة لضربات مكثفة لمدة عام لشل القدرات الحوثية بشكل كامل.
تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للضربات
تثار تساؤلات حول ما إذا كانت الضربات الأميركية مجرد أداة ضغط على إيران في مفاوضات مسقط، خاصة مع تجنب واشنطن استهداف القيادات الحوثية.
ويبقى التصعيد المستمر من قبل الحوثيين، بما في ذلك تهديدات للملاحة البحرية وضربات على العمق الإسرائيلي، تحدياً أمام المزاعم الأميركية بفعالية استراتيجيتها.
المفارقة الأمنية وغياب المبادرة اليمنية
يلاحظ المراقبون مفارقة أمنية كبيرة تتمثل في عدم استغلال القوات اليمنية الشرعية لفرصة ضعف الاتصالات الحوثية للقيام بعملية برية.
ويطرح هذا الواقع تساؤلات حول مدى اعتماد الأطراف اليمنية على التوجيهات الخارجية بدلاً من المبادرة الذاتية.
سيناريوهات مستقبلية متوقعة
تواجه المنطقة 3 سيناريوهات محتملة:
استمرار الضربات الأميركية مع تركيز أكبر على القيادات.
أو تحول الاستراتيجية إلى ضغط تفاوضي بحت على إيران.
أو تصعيد حوثي مضاد قد يعقد المشهد العسكري أكثر.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع مفاوضات أميركية-إيرانية وتصاعد التهديدات للملاحة الدولية.
خلفية الأزمة وتداعياتها الإنسانية
تجري هذه التطورات العسكرية على خلفية استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن، مع تحذيرات منظمات دولية من تدهور الأوضاع المعيشية.
وتواصل "سكاي نيوز عربية" رصد هذه المستجدات مع التركيز على الدقة والموضوعية في نقل المعلومات.