عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت) جلسة مباحثات مع الرئيس الإندونيسي برايوو سوبيانتو الذي يقوم بزيارة رسمية للقاهرة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث تطورات المنطقة.
وتناول الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين بما يتفق مع تطلعات شعبيهما، ووقع الرئيسان على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.
وتناولت المباحثات المصرية الإندونيسية سبل تعزيز التعاون الدفاعي من خلال التدريب وبناء القدرات وتبادل الخبرات في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة التي تفرض التنسيق الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة، وذلك وفق بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي.
وناقش الرئيسان الخطوات المطلوبة من قبل حكومتي البلدين والقطاع الخاص فيهما، لتفعيل الشراكة الاستراتيجية بينهما لاسيما في مجالات التصنيع والتجارة والاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأمن الغذاء والطاقة فضلاً عن تعزيز الروابط بين مؤسسات الأعمال في البلدين بما يخدم التنمية المستدامة والمصالح المشتركة.
وأكد الجانبان خلال المباحثات حرصهما على استمرار وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، بما يشكل امتدادا طبيعيا للإرث الثقافي المشترك بين مصر وإندونيسيا.
الأوضاع في قطاع غزة
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيسين تباحثا أيضاً بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، واستعرض السيسي الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وأكدت المباحثات على ضرورة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهالي القطاع وصولا إلى حل شامل ودائم يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لحدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها "القدس الشرقية"، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأصطحب الرئيس المصري نظيره الإندونيسي عقب انتهاء المحادثات إلى الأكاديمية العسكرية المصرية حيث كان في الاستقبال الفريق أشرف زاهر مدير الأكاديمية، حيث اطلعا على برامج الإعداد والتدريب بالأكاديمية.
كما شهد الرئيسان عرضاً لفيلمين تسجيليين أحدهما حول العاصمة الإدارية الجديدة والأخر حول الأكاديمية العسكرية المصرية وزارا نادي الفروسية بالكيان العسكري بالعاصمة الإدارية.
العلاقات المصرية الإندونيسية
وتتمتع مصر وإندونيسيا بعلاقات تاريخية قوية تمتد لأكثر من سبعة عقود، بدأت مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1947 وتعززت عبر دعم مشترك لقضايا الاستقلال والتنمية، وتعد إندونيسيا ومصر شريكين استراتيجيين في تعزيز التعاون جنوب-جنوب.
وشهدت العلاقات زخمًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، مع زيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى 1.4 مليار دولار في 2023، وتوقيع عدة اتفاقيات في مجالات الزراعة، الصحة، والتعليم.
وفي المجال الدفاعي، وقّعت البلدان مذكرات تفاهم لتبادل الخبرات العسكرية والتدريب منذ 2018 مع تركيز على مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية خاصة في ظل موقع إندونيسيا المطل على مضيق ملقا الحيوي، وموقع مصر كمدخل قناة السويس.
كما يشترك البلدان في رؤية مشتركة لدعم القضية الفلسطينية، حيث أدانت جاكرتا باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، ودعمت القاهرة جهود إندونيسيا لتعزيز السلام في المنطقة.
وتأتي زيارة سوبيانتو الذي تولى الرئاسة في أكتوبر 2024 كأول زيارة رسمية له إلى مصر، مع تركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي، في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك أزمة غزة واضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وتعكس الزيارة طموح البلدين إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية، مستفيدين من وزنهما السياسي والاقتصادي في إفريقيا وآسيا.