شددت قوات الدعم السريع الحصار حول الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور والتي تعتبر المدينة الوحيدة في الإقليم التي لا يزال للجيش السوداني والقوات المتحالفه معه وجود فيها.
وقال شهود عيان لـ"سكاي نيوز عربية" إن قوات الدعم السريع عززت تواجدها في المناطق الشرقية والغربية والشمالية من المدينة، التي شهدت حركة نزوح كبيرة خلال الأسابيع الماضية.
وعبرت مجموعات طوعية وحركات محايدة عن مخاوفها على آلاف النازحين في معسكري "زمزم" و"أبوشوك"، ودعت السكان للخروج والانتقال تحت حمايتها إلى قرى ومدن آمنة.
كما طالبت أطراف القتال بتوفير ممرات آمنة تمكن النازحين من الخروج من المعسكرات والوصول إلى المناطق الآمنة دون عوائق.
واتهمت تلك المجموعات، الكتائب والحركات المتحالفة مع الجيش باقحام المدنيين في القتال واستخدامهم كدروع بشرية، موضحة: "قامت الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش بحفر الخنادق حول معسكرات النازحين، خاصةً معسكري زمزم وأبو شوك، وحولت المدينة والمعسكرات من حولها إلى ساحة قتال".
وأشارت حركة العدل والمساواة المنشقة عن الحركة الأم التي يقودها جبريل إبراهيم المتحالف مع الجيش - إلى أوضاع مأسوية يعيشها النازحون داخل المعسكرات، وقالت "منذ دخول مقاتلي الحركات المتحالفة مع الجيش ظلت المعسكرات تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء ومقومات الحياة المختلفة".
وفي السياق، أكد آدم رجال الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، استمرار النزوح من الفاشر ومعسكراتها، مشيرا إلى وصول المئات إلى منطقة الطويلة، الخاضعة لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وأشار إلى ظروف إنسانية بالغة الصعوبة يعيشها النازحون، وسط نقص حاد في الضروريات الأساسية كالطعام والدواء ومياه الشرب والمأوى.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف ابريل 2023، وما تلاه من سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مناطق إقليم دارفور، ظلت الفاشر محورا لقتال عنيف راح ضحيته الآلاف من المدنيين.
وتكمن أهمية إقليم دارفور في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.
ووفقا لمراقبين، فإن السيطرة على إقليم دارفور تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل.
ويتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع، وتقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.