أوعز المرشد الإيراني علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، بفتح تحقيق في حادث الفرقاطة التي راح ضحيتها 19 ضابطا وجنديا إيرانيا يوم الأحد الماضي، وذلك في رسالة عزاء إلى قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي.
وقال خامنئي في رسالته التي نشرها موقعه الرسمي: "أطالب المسؤولين المعنيين بإجراء تحقيق صحيح للكشف عن أبعاد هذا الحادث، وضمن تحديد المقصرين المحتملين فيه، والعمل على عدم تكرار هكذا أحداث مضرة ومريرة".
وبينما نفت السلطات استهداف السفينة بصاروخ للحرس الثوری من مدمرة تابعة له، نشر موقع " آجا" التابع للجيش الإيراني، الثلاثاء، مقطع فيديو يقر فيه بأن صاروخًا أصاب فرقاطته في حادث نيران صديقة أسفر عن مقتل 19 بحارًا وإصابة 15.
وجاء في شرح الفيديو أنه " خلال التدريبات البحرية تم تكليف سفينة الدعم الصغيرة "كوناراك" بوضع أهداف للممارسة لكن أثناء قيامها بواجبها، أطلقت فرقاطة جماران صاروخًا أصاب كوناراك، واشتعلت فيها النيران".
كما يوضح الفيديو أن جهازا أطلق القذائف الصاروخية هو ما حرف مسار رأسه الحربي ووجهه بالخطأ نحو سفينة الدعم "كوناراك".
في السابق، أرجع التلفزيون الإيراني الحادث إلى بقاء سفينة الدعم قريبة جدًا من الهدف المحدد للتدريب.
ومع ذلك، يشير مقطع الفيديو العسكري في النهاية إلى أن الحادث قد يكون أيضًا نتيجة "حرب إلكترونية من قبل العدو".
وعادة ما یقصد الإعلام الإیرانی بالعدو الولايات المتحدة، لكن الفيديو لا يقدم أي دليل لدعم ادعاءاته.
غالباً ما يلقي قادة النظام الإیرانی اللوم على "الأعداء" على فشلها أو عيوبها. وعلى سبيل المثال في بداية أزمة فيروس كورونا، عزا مسؤولون كبار، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، سبب تفشي الوباء إلى قيام "العدو الأميركي" بتخليق الفيروس القاتل خصيصًا لاستهداف الإيرانيين.
كما كتب ضابط بحري سابق في صحيفة "أرمان" الإيرانية أنه وفقًا لمعلوماته، دخل كوناراك منطقة الاستهداف دون أن يصدر أي إشارة.
تم تصنيع كوناراك من قبل هولندا وشرائها من قبل الحكومة الإمبراطورية قبل ثورة 1979. عادة ما يكون لديها طاقم مكون من 20 فردًا وليس من الواضح سبب حملها 34 بحارًا على الأقل.
وشيعت إيران، الثلاثاء، جثامين 19 ضابطا وجنديا بحريا قتلوا خلال إصابة فرقاطة "كنارك" بصاروخ قيل إنه أطلق "عن طريق الخطأ" من مدمرة أثناء تدريبات عسكرية في بحر عمان، الأحد.
وبث التلفزيون الإيراني لقطات من التشييع الذي تم في ميناء كوناراك، بحضور مسؤولين في الحكومة وقادة عسكريين.
وتكهنت بعض وكالات الأنباء والمواقع الإيرانية بأن الحادث نجم عن خلل في منظومة الصواريخ أو عطل في الصاروخ الذي أطلق من مدمرة "جماران" أثناء التدريب العسكري البحري.
صور تظهر تحطم الفرقاطة
كما شن ناشطون ومستخدمو مواقع التواصل حملة كبيرة ضد النظام الإيراني، بسبب تشابه الحادثة مع حادثة قيام الحرس الثوري بإطلاق صاروخين "عن طريق الخطأ" أسقطا الطائرة الأوكرانية في يناير الماضي ما أدى إلى مقتل جميع ركابها.
وقال العديد من المعلقين إنه بعد تهديد الأجواء الإيرانية بسبب إطلاق الصواريخ على الطائرة عن طريق الخطأ، باتت المياه الدولية أيضا غير آمنة، وهذا ما سيدفع المجتمع الدولي أن يتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه البرنامجين الصاروخي والنووي للنظام الإيراني.