كشف فريق من الباحثين الإيطاليين عن تفاصيل جديدة حول ما يُزعم أنه "مدينة غامضة تحت الأرض" تقع أسفل هرم خفرع في مصر، أحد أشهر الأهرامات الثلاثة بالجيزة.
باستخدام تقنية الرادار المتقدم، ادعى الباحثون كورادو مالانجا وفيليبو بيوندي وأرماندو مي أنهم رصدوا هياكل غريبة على عمق يقارب 2000 قدم تحت سطح الأرض، تشمل "أسطوانات عمودية" ومساحات تشبه الغرف، بالإضافة إلى ما يبدو أنه نظام لأنابيب المياه، وفقا لموقع ladbible.
ووفقًا للتقارير، تتجمع هذه الأسطوانات في تشكيلات مكعبة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 80 × 80 مترًا. وقال مالانجا، الباحث بجامعة بيزا، في بيان ترجم إلى الإنجليزية: "عند تكبير الصور المستقبلية، سنكتشف ما يمكن وصفه فقط بمدينة حقيقية تحت الأرض".
كما أشارت الدراسة إلى احتمالية وجود "قاعة السجلات الأسطورية" تحت الهرم، والتي يُعتقد أنها تحوي وثائق نادرة عن مصر القديمة وحتى عن قارة أطلانتس المفقودة.
وأوضح الفريق أنهم استخدموا نبضات الرادار لمسح المنطقة تحت الهرم، ثم حولوا الإشارات المرتدة إلى موجات صوتية مكّنتهم من رسم خريطة للهياكل التحت أرضية. وأضاف مالانجا: "هرم خفرع ثقيل جدًا ويتطلب أساسًا متينًا ليدعمه، وإلا لانهار. البيانات التي حصلنا عليها متسقة وتستبعد أي تفسير خاطئ".
ومع ذلك، شكك خبراء آخرون في هذه الادعاءات، واصفين إياها بـ"المبالغة". وقال البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار بجامعة دنفر، إن فكرة وجود مدينة تحت الأرض "غير محتملة"، مشيرًا إلى أن بعض الحضارات القديمة بنيت أهراماتها فوق كهوف ذات أهمية طقسية.
من جهته، نفى الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري السابق، صحة هذه الاكتشافات، ووصفها بأنها "غير علمية". وأكد في تصريح لصحيفة "ذا ناشيونال" أن التقنيات المستخدمة غير معتمدة، وأن العقود من البحث الأثري لم تكشف سوى عن "فراغات صغيرة" تحت الأهرامات.
وقال حواس في بيان عبر صفحته الرسمية على منصة فيسبوك، أمس السبت، إن "الشائعات التي انتشرت حول الأهرامات ووجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع، ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن".
كما أضاف أن "هذه الشائعات صدرت من متخصصين لا يعلمون شيئا عن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات"، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يعط هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع.
وأكد عالم الآثار أن "قاعدة هرم الملك خفرع تم نحتها من الصخر بارتفاع حوالي 8 أمتار، ولا يوجد أسفل هذه القاعدة أي أعمدة، وذلك طبقا للدراسات والأبحاث العلمية التي تمت حول الهرم"، بحسب ما أورد البيان.
كما أشار إلى أنه "لم يتم استعمال أي أجهزة رادار داخل الهرم وكل ما قيل عن وجود أعمدة أسفل الهرم ليس له أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن".
وقال الخبير المصري أن "ما قيل هو محاولة للنيل من الحضارة المصرية القديمة، وهي محاولات فاشلة، وسوف تذهب هذه الإشاعات إلى مزبلة التاريخ"، وفق تعبيره.