يتعرض الكثير من السياح في مختلف أنحاء العالم الى عمليات نصب واحتيال متعددة ومختلفة، وذلك بسبب جهلهم في الأماكن وأحيانا لعدم معرفتهم باللغة المحلية، فيما تتفاوت عمليات النصب والاحتيال التي تستهدف السياح بين دولة وأخرى.
وخلصت دراسة حديثة إلى تصنيف إسبانيا على أنها أكثر وجهة سياحية في أوروبا يتعرض السياح لعمليات نصب واحتيال فيها، حيث تم الابلاغ عن وقوع أكثر من مليون سائح ضحيةً لهذا النشاط الاحتيالي خلال السنوات الخمسة الماضية.
وكشفت دراسةٌ أجرتها مؤسسة (Go.compare) والتي قيّمت أرقاماً من عدة دول باستخدام بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية وبيانات الاستطلاعات، عن أكثر عشر وجهات سياحية وقع فيها المسافرون ضحيةً للاحتيال، وخلصت الى أن اسبانيا في المرتبة الأولى على مستوى القارة الأوروبية، بحسب ما نقلت جريدة "Metro" البريطانية، في تقرير اطلعت عليه "العربية Business".
وجاءت كل من فرنسا والولايات المتحدة واليونان بعد اسبانيا على قائمة أكثر الوجهات السياحية استهدافاً للسياح من قِبل المحتالين.
وتصدّرت إسبانيا القائمة حيث تعرض مليون و54 ألف مسافر لعملية احتيال في هذه الدولة الأوروبية خلال السنوات الخمس الماضية.
لكن إسبانيا استقبلت رقماً قياسياً من السياح خلال هذه الفترة، حيث زار اسبانيا 94 مليون شخص جاؤوا من الخارج في عام 2024 وحده، وهو "أفضل عام للسياحة منذ بدء التسجيل"، وفقاً لما ذكره وزير الصناعة والسياحة، جوردي هيريو.
ومع وقوع واحد من كل 61 سائحاً ضحيةً لعملية احتيال، تم تحذير المصطافين الذين خططوا لرحلة إلى أكبر دولة في جنوب أوروبا بضرورة توخي الحذر أثناء رحلاتهم.
وكشفت القائمةٌ عن عشر دولٍ من أكثر الدول تضرراً من عمليات الاحتيال، وتضم هذه القائمة: إسبانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، وتركيا، واليونان، وإيطاليا، وألمانيا، والبرتغال، وهولندا، وقبرص.
وأفاد واحد من كل عشرة مسافرين -أي 212 ألف مسافر- زاروا فرنسا خلال السنوات الخمس الماضية بتعرضهم للاحتيال، بينما وقع 153 ألف سائح ضحيةً لعملية احتيال في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.
وأكد ثلثٌ آخر من ضحايا الاحتيال أنهم تعرضوا لهذه العملية في دولةٍ خارج قائمة أفضل عشر دولٍ من حيث عدد عمليات الاحتيال المدرجة في القائمة.
وحثّ ريس جونز، خبير السفر في مؤسسة (Go.compare) المسافرين على توخي الحذر أينما كانوا في العالم.
وأضاف: "للأسف، يستهدف المحتالون السياح غير المطلعين على المنطقة التي يزورونها، مما يسهل مفاجأتهم. ولكن باتخاذ الخطوات الصحيحة لحماية نفسك، يمكنك قضاء عطلة ممتعة دون قلق".
وينصح ريس من يعتقد أنه وقع ضحية عملية احتيال بالإبلاغ عن الحادثة للسلطات المحلية، قبل إبلاغ البنوك أو شركات بطاقات الائتمان.
كما يشدد على أهمية الاعتماد على تطبيقات أو حسابات إلكترونية تحتوي على معلومات شخصية أو حساسة، مع الحذر من أي نشاط احتيالي آخر. ويضيف: "يمكن لسفارتك أو قنصليتك أيضاً تقديم المساعدة إذا احتجت إلى إلغاء أو استبدال وثائق مفقودة".
والأهم من ذلك، في حال التعرض لعملية احتيال، يحث جونز المسافرين على المطالبة بالتعويض بموجب تأمين سفرهم. ويقول: "بناءً على بوليصة التأمين الخاصة بك، قد تكون مشمولاً بالتغطية في حال فقدان الأموال أو أي مشاكل أخرى نتيجة عملية احتيال".
وعلى سبيل المثال، يمكن أن تغطي وثائق التأمين تكلفة الحصول على وثيقة سفر طارئة بدلاً من جواز سفر مسروق، أو أي تكاليف إقامة إضافية في حال عدم القدرة على العودة إلى الوطن في الوقت المخطط له.
في غضون ذلك، يُحذَّر ريس السياح الذين يقصدون العاصمة الفرنسية باريس من الوقوع ضحية مواقع إلكترونية تبيع تذاكر دخول مزيفة للمتاحف والمعالم السياحية الشهيرة.
ومن بين المعالم السياحية الرائجة التي يستهدفها المحتالون كاتدرائية نوتردام دو باريس، التي أُعيد افتتاحها مؤخراً، والتي خضعت لعملية تجديد استمرت خمس سنوات عقب حريق مدمر في أبريل 2019، حيث يُقال إن السياح يدفعون ما يصل إلى 60 يورو
مقابل تذاكر "المسار السريع" التي تُجنّبهم طوابير الانتظار الطويلة لزيارة الكنيسة التاريخية، على الرغم من عدم وجود رسوم دخول لها.