دعا أبرز رجال الدين السنة والزعيم الروحي البلوشي في إيران، مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، مسؤولي النظام في إيران إلى الدخول في “مفاوضات مباشرة ودون وساطة” مع الولايات المتحدة والتي اعتبرها الخيار "الأفضل في الظروف الراهنة”.
وفي خطبته يوم الجمعة 21 مارس، في مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، شدّد مولوي عبد الحميد على أن التفاوض مع أميركا يمكن أن يساعد في حلّ عدد من القضايا العالقة، من بينها مسألة “الفصائل الوكيلة”، قائلًا: “بإمكان المجتمع الدولي أن يحلّ جميع هذه الخلافات، من قضية فلسطين إلى القضايا المرتبطة بالملف النووي أو الفصائل الوكيلة، وذلك عبر التفاوض على طاولة واحدة والتوصل إلى تفاهم مشترك.”
وجاءت تصريحاته في اليوم نفسه الذي نفى فيه المرشد الإيراني علي خامنئي امتلاك إيران قوات بالوكالة في المنطقة، حيث قال خلال خطاب أمام أنصاره إن النظام الإيراني “لا يحتاج إلى وكلاء”، معتبرا أن: “السياسيون الأميركيون والأوروبيون يرتكبون خطأً كبيراً حين يعتبرون قوى المقاومة في المنطقة قوات وكيلة لإيران، إنهم يهينون هذه الجماعات، ماذا يعني الوكيل؟”.
وفيما لم يُشر مولوي عبد الحميد صراحة إلى خامنئي أو موقفه من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنه حثّ مسؤولي النظام على عدم رفض التفاوض بسبب تصريحات أو تهديدات، قائلاً: “نصيحتي إلى مسؤولي النظام… ألا يرفضوا التفاوض لمجرد أن أحدهم قال كلاماً قاسياً أو أطلق تهديداً، لا تقاطعوا الحوار بسبب ذلك.”
وأضاف: “على مسؤولي البلاد أن يتذكروا أنهم يمثلون قرابة 90 مليون مواطن، وعليهم أن يفكروا في هذا الشعب، وفي الشرائح التي سُحقت تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والمعيشية.”
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، لا سيما بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض وإعادة فرض سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، رغم إبدائه رغبة في التفاوض على اتفاق نووي جديد، بالإضافة إلى البرنامج الصاروخي لإيران وسياستها الإقليمية.