بينما يعزز مؤتمر " بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، أبعاد الأُلفة الإسلامية، نحو وضع البرامج العملية لوثيقة بناء الجسور، يؤكد كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها المشاركون في مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية بنسخته الثانية، أهمية تجاوز خلافات الماضي، فضلاً عن الانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتضامن، تحت مظلة الأخوة الإسلامية وأدبها الرفيع.
وثمن أمين رابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، رعاية العاهل السعودي الملك سلمان للمؤتمر، قائلاً في تدوينة عبر حسابه على إكس: نتشرف بالترحيب بكبار علماء الأمة ممثلي كافة المذاهب والمدارس الإسلامية في رحاب قبلتهم الجامعة، عازمين معا على تحقيق تطلعات المسلمين حول العالم من هذا الحدث الوحدوي الاستثنائي زماناً ومكانا وحضورا وأهدافا.
يقول أستاذ الفلسفة والعلوم الدينية، الدكتور وجيه قانصو في لقاء أجرته معه "العربية.نت"، "إن المؤتمر يفعّل عملية التواصل بين المكونات الإسلامية المتعددة فضلاً عن كونه يتجاوز حسن النوايا بين الأطراف ليؤسس أرضية مشتركة بين جميع المكونات".
ويضيف: "ترتكز الأرضية على تأصيلات دينية وتأسيسات معرفية لمسألة الاختلاف بين المسلمين وذلك من أجل الانتقال من مجرد التعايش والتواصل إلى تأسيس أرضية جامعة هي مسألة الاختلاف ليتبين أن الاختلاف هو الأصل وهو القاعدة".
في هذه الأثناء، كشف كبير المستشارين في رابطة العالم الإسلامي الدكتور إبراهيم الشايبي لـ"العربية" بأن مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي يعقد في مكة المكرمة يعزز الألفة الإسلامية بين كل المذاهب والطوائف، فيما سيختتم المؤتمر أعماله بتدشين "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي".
إلى ذلك، أوضحت رابطة العالم الإسلامي، أن هذه النسخةُ للمؤتمر، التي تحمل عنوانَ: "نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعِل"، تمثِّل خطوةً أبعدَ في الأُلفة الإسلامية، نحو فعالية تتجاوز مُعاد الحوارات ومكرَّرها، إلى وضع البرامج العملية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة، تأسيسًا لعملٍ منهجيٍّ يتبلور في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تُعزِّز من منهج الاعتدال، وتدْحضُ خطاب الطائفية ومُمارساتِها.
الدبلوماسية الإسلامية
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل النهضة الكبرى التي تشهدها السعودية، والانفتاح الإيجابي الذي تتبناه في رؤيتها الطموحة، حيث انعكس هذا التطور على المشهد الإسلامي، عبر تعزيز العمل المشترك، وتفعيل الدبلوماسية الإسلامية لدعم القضايا العادلة، ومساندة الدول والأقليات المسلمة حول العالم.
تُعد رابطة العالم الإسلامي منصةً رائدة في احتضان الحوار البنّاء بين مكونات الأمة الإسلامية، حيث تجمع تحت مظلتها علماء المسلمين من مختلف المذاهب عبر مجالسها ومجامعها وهيئاتها العالمية، واضعةً كافة إمكاناتها في خدمة وحدة الصف الإسلامي. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تتجاوز الرابطة الخلافات المذهبية، وتسعى لترسيخ المشتركات التي توحّد الأمة وتعزز تماسكها، وفي ظل التحولات العالمية، ترسخ السعودية التضامن الإسلامي، وإرساء دعائم الحوار المسؤول، ليظل الإسلام كما كان دائمًا، رسالة سلامٍ ووحدةٍ وتعايش.