بعد أكثر من شهر على نجاح طائرة مدنية في اختراق حاجز الصوت، أصدرت شركة Boom Supersonic بالتعاون مع وكالة ناسا صورة مذهلة توثق إحدى رحلات الاختبار التاريخية للطائرة XB-1، وذلك أثناء تحليقها فوق صحراء موهافي.
نشرت الصورة يوم الاثنين، حيث تُظهر الطائرة خلال رحلتها الأسرع من الصوت الثانية التي جرت في 10 فبراير.
وأكدت شركة Boom Supersonic أن XB-1 تُعد "أول طائرة مدنية أسرع من الصوت تُصنع في أمريكا". وقد تم التقاط الصورة باستخدام تقنية متقدمة تُعرف باسم تصوير شلييرين، والتي تتيح رؤية ما لا يمكن للعين المجردة ملاحظته، وفقا لـ "cbsnews".
تصوير موجات الصدمة في لحظة استثنائية
وعلق بليك شول، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Boom Supersonic، قائلًا "هذه الصورة تجعل غير المرئي مرئيًا."
وكان تريستان "جيبيتو" براندنبورج، كبير طياري الاختبار في الشركة، مسؤولًا عن ضمان تحليق الطائرة في المكان والوقت المناسبين، مما أتاح لفريق ناسا على الأرض فرصة تصويرها أثناء الطيران، مستغلين ظاهرة كسوف الشمس.
واستخدم الطاقم تلسكوبات مزودة بمرشحات خاصة قادرة على رصد تشوهات الهواء، مثل موجات الصدمة التي تحدث عندما تخترق الطائرة حاجز الصوت.
رحلة أسرع من الصوت دون ضجيج مسموع
كانت هذه الصورة جزءًا من رحلة الاختبار الثالثة عشرة للطائرة، والتي كانت المرة الثانية التي تتجاوز فيها سرعة الصوت، حيث وصلت إلى 1.18 ماخ (772 ميلاً في الساعة)، وفقًا لما ذكرته Boom Supersonic.
ومن المثير للاهتمام أن الطائرة لم تصدر الصوت المسموع التقليدي الذي يُعرف باسم الفرقعة الصوتية، وهو ما يحدث عادةً عند كسر حاجز الصوت.
وأشارت البيانات الملتقطة إلى أنه في ظل ظروف جوية وسرعات معينة، يمكن أن ينكسر الصوت في الغلاف الجوي قبل أن يصل إلى الأرض، مما يفتح المجال أمام تطوير رحلات تجارية أسرع من الصوت دون ضجيج مزعج.
تقنية مبتكرة لرصد تدفق الهواء
كانت وكالة ناسا قد تمكنت من تصوير موجات الصدمة الأسرع من الصوت بصريًا لأول مرة عام 2019، بعد عقد من الأبحاث.
وتم تطوير هذه التقنية جزئيًا لدعم اختبارات الطائرة X-59 الأسرع من الصوت التي تعمل عليها الوكالة.
وفي تصريح سابق لوكالة ناسا عام 2023، أوضح إد هارينج، المحقق الرئيسي في تقنية تصوير شلييرين، قائلًا: "معرفة كيفية تحرك الهواء حول الطائرة يمنحنا معلومات قيمة عن أدائها وكفاءتها، مما يساعد في تحسين تصميمها وتطويرها."
مستقبل الطيران الأسرع من الصوت
يُمثل هذا الاختبار خطوة مهمة نحو إعادة الطيران الأسرع من الصوت إلى المجال المدني، مع التركيز على تقليل التلوث الضوضائي وتحسين كفاءة الطائرات. وإذا نجحت هذه التقنية في إلغاء الفرقعة الصوتية، فقد نشهد مستقبلًا جديدًا للسفر الجوي السريع، مما يسمح بتقليل أوقات الرحلات بشكل كبير دون التأثير على البيئة السمعية للمناطق المأهولة.