تردد صدى قرارات دونالد ترامب بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وفرض الرسوم الجمركية على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، حيث تسعى أوروبا إلى دعم كييف، وتستجيب الصين وكندا والمكسيك للرسوم الجمركية الجديدة.
وفي خضم الجهود المبذولة لسد الفجوة التي خلفتها واشنطن، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حزمة قروض للدفاع بقيمة 150 مليار يورو لحكومات الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، والتي قالت إنها يمكن أن توفر الدعم "الفوري" لأوكرانيا.
من شأن هذا الإجراء ضخ الأموال في صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي بدلاً من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة إلى كييف، والتي تعهدت الدولة العضو المجر بمنعها، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" واطلعت عليه "العربية Business".
وتتفاعل الحكومات والأسواق أيضًا مع القرار الكبير الآخر الذي اتخذه ترامب هذا الأسبوع، بفرض تعريفة جمركية جديدة إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات من الصين، ورسوم بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك.
وبدأ العد التنازلي لتطبيق التعريفات الجمركية المخطط لها من جانب الولايات المتحدة على المكسيك وكندا والصين، لتدخل الأسواق العالمية في تفجير متزامن للأسعار.
هبطت أسهم التكنولوجيا الآسيوية والأسهم المرتبطة بالرقائق يوم الثلاثاء بعد أن أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ستدخل حيز التنفيذ كما هو مخطط لها.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، مضيفاً أنه "لم يتبق مجال للمكسيك أو كندا" للتفاوض على بديل للرسوم الجمركية.
كما أكد ترامب أيضاً أنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات من الصين، بعد أن فرض بالفعل رسوماً بنسبة 10% دخلت حيز التنفيذ في فبراير.
تعرضت أسهم التكنولوجيا الآسيوية أيضاً لضغوط بسبب انخفاض أسهم شركة الذكاء الاصطناعي إنفيديا بنسبة 9% تقريباً خلال التعاملات الممتدة مساء يوم الاثنين.
وفي تايوان، خسرت أسهم شركة "TSMC" أكثر من 2% يوم الثلاثاء، بعد أن قال ترامب إن الشركة ستستثمر 100 مليار دولار في الولايات المتحدة لتعزيز تصنيع الرقائق. وقال ترامب إن الاستثمار كان "خطوة هائلة من قبل أقوى شركة في العالم".
المخاطر وأسواق السلع
أربكت التصريحات والقرارات المتتالية للرئيس الأميركي الأسواق سواء في ولايته الأولى أو خلال ما يزيد قليلاً عن شهر في ولايته الثانية، والتي تبدو أكثر سخونة. فما أن تلبس أسعار الذهب في الهدوء قليلاً من مستوياتها القياسية حتى تعاود اختبارها مرة أخرى.
وفي هذه الأثناء ارتفع الطلب على الملاذات الأمنة، حيث صعد أسعار الذهب في العقود الآجلة إلى 2925 دولار للأوقية بنسبة 0.85%، حتى كتابة هذه السطور.
ولكن في زاوية أخرى من السوق، هبطت أسعار النفط، حيث انخفض خام برنت إلى مستوى 70.6 دولار للبرميل متراجعاً 1.45%، بينما سجلت أسعار النفط الخام مستوى 67.55 دولار للبرميل بانخفاض 1.2%.
كان تراجع النفط مدفوعاً بالمخاوف من تأثر الطلب وعودة الركود مع صدمات تضخمية جديدة للأسواق.
أوروبا على صفيح ساخن
الأسواق الأوروبية التي استفادت أمس من انطلاقة قوية لأسهم شركات الدفاع مع تبني خطط على مستوى الكتلة لتعزيز الإنفاق الدفاعي، ولكن إدراك حقيقة الانقسامات الحالية في التحالف الغربي بين أوروبا والولايات المتحدة، عبرت عنه أسواق الأسهم اليوم.
لم تفلت أي سوق أوروبية من الهبوط مع دخول تعريفات ترامب الجمركية حيز التنفيذ واقتراب التفافه إلى أوروبا برسوم جمركية قوية مع استخدام روسيا كورقة ضغط رئيسية للخضوع لشروطه. ويتبقى أن ننتظر الأيام المقبلة لنرى ما يمكن أن يتغير من قرارات وإلى أي مدى ستنعكس أثار التعريفات الجمركية.
