اعتبر رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن مبارك، الأربعاء، أن تصفية أحمد باعلوي، الموظف في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في سجون الحوثيين، بمثابة "جرس إنذار لخطورة أوضاع المعتقلين والمختطفين في سجون الجماعة المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب"، مطالبا بتحرك أممي ودولي عاجل لإنقاذ حياتهم وحماية العاملين في المجال الإنساني واتخاذ تدابير صارمة لوقف الانتهاكات الحوثية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين.
ووصف بن مبارك، خلال اتصال هاتفي أجراه مع المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، تصفية باعلوي بأنها جريمة حرب ارتكبتها ميليشيا الحوثي، ناقلا تعازي الحكومة والشعب اليمني في هذه الجريمة، وقال إن باعلوي دفع حياته "ثمنا للتهاون في ردع ممارسات ميليشيا الحوثي والتي سبق للحكومة مراراً أن طالبت المجتمع الدولي باتخاذ مواقف صارمة ضدها منذ بدء حملات الاعتقالات لموظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية".
كما تطرق إلى تأثيرات انتهاكات الحوثيين "على جهود تخفيف الأزمة الإنسانية، التي تعدّ الأسوأ في العالم، وجهود السلام في اليمن، وتعزيز التنسيق بين الحكومة والبرنامج لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وجدد رئيس الحكومة اليمنية "المطالبة باستكمال نقل المقرات الرئيسية للوكالات الأممية والمنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى مدينة عدن، المعلنة عاصمة مؤقتة، لضمان توفير بيئة مستقرة للعمل الإنساني دون عوائق والحد من عمليات النهب التي يمارسها الحوثيون".
وأشار إلى أن المسؤولية الأخلاقية لبرنامج الغذاء العالمي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي تكمن في عدم الرضوخ للابتزاز الحوثي باستخدام هؤلاء الضحايا كرهائن لدفعها للتراجع عن أي قرارات تستهدف تفكيك بنية هذه الجماعة.
بدورها، عبرت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي عن بالغ الحزن لهذه الخسارة المأساوية لأحد أعضاء الفريق، مؤكدة على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل في هذه الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضرورة توفير الحماية لموظفي الإغاثة وعدم استهدافهم اثناء تأدية عملهم الإنساني.
والثلاثاء، أعلن برنامج الغذاء العالمي وفاة مسؤول عمليات تكنولوجيا المعلومات في البرنامج، باعلوي (يمني الجنسية في العقد الثالث من عمره)، في معتقل للحوثيين بمحافظة صعدة (شمالي اليمن).
يذكر أن باعلوي تعرض للاعتقال من قبل الحوثيين في 23 يناير/كانون الثاني الفائت، مع العشرات من موظفي الوكالات الأممية والدولية، ضمن حملة اعتقالات واسعة نفذتها الجماعة.
