محسن رضائي، قائد الحرس الثوري السابق والمرشح للنتخابات الرئاسية في إيران (فرانس برس)محسن رضائي.. قائد الحرس الثوري السابق (فرانس برس
على الرغم من إطلاقها رسائل إيجابية تجاه واشنطن بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن مسؤولاً إيرانياً حذّر أميركا.
أقوى من أي وقت مضى
فقد أعلن رئيس المجلس الاقتصادي للتنسيق بين رؤساء السلطات الثلاث وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، أن مبادئ إيران في سوريا لن تتغير وهي ثابتة، مؤكداً ذلك رغم سقوط نظام الأسد الذي كان حليفاً واستلام قادة المرحلة الانتقالية الذين أكدوا مرارا على ألا دور لإيران في بلاهم.
وأضاف مخاطبا الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، بأن يجب عليه ألا ينخدع بتلك الادعاءات التي لا أساس لها والتي تزعم أن إيران قد ضعفت، قاصداً الوهن العام بسبب ما تعرضت له الجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط من ضربات كلبنان وغزة وسوريا واليمن.
كما أكد على أن إيران اليوم باتت أقوى من أي وقت مضى وجاهزة للتعامل مع جميع الظروف.
جاء هذا تعليقاً على الأخبار حول طلب التفاوض مع الولايات المتحدة، إذ رأى رضائي أن ترامب وأميركا لا يمكنهما توقع أي شيء من إيران دون بناء الثقة.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أشار رضائي قائلًا: "لم نسعَ ولن نسعى للحصول على السلاح النووي".
أتى هذا بعد ساعات فقط من إعلان مساعد وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، أمس الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لبدء واستئناف مفاوضات رفع العقوبات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وقال غريب آبادي الذي كان ضمن فريق التفاوض الإيراني مع الترويكا الأوروبية في جنيف مؤخراً، ردًا على سؤال حول التفاوض مع ترامب: لطالما كنا مستعدين، وإذا توفرت الإرادة لدى الجانب الأميركي أيضا، ستحقق المحادثات النتائج المرجوة"، وفق تعبيره.
وشدد على أن "هناك فرصا مناسبة لاستئناف الحوار والتوصل إلى اتفاق".
ترامب والتوجه الإيراني
يشار إلى أن طهران كانت استأنفت في سبتمبر 2024، المحادثات مع دول الترويكا الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
فيما عقدت حتى الآن ثلاث جولات من المشاورات، كانت آخرها في جنيف يوم 13 يناير الحالي (2025).
وكان ترامب أعلن في مايو 2018 انسحاب بلاده من خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ما يعرف بالاتفاق النووي، وأعاد حينها فرض مزيد من العقوبات على طهران.
كما توعد خلال حملاته الانتخابية الأخيرة، بانتهاج سياسة صارمة تجاه إيران ملوحاً بمزيد من العقوبات الخانقة.
إلا أنه في الوقت عينه أكد أكثر من مرة عزمه على إنهاء الصراعات والحروب حول العالم، ما رفع آمال بعض الدول، قد تكون من بينها إيران، رغم أنها اختبرته سابقاً في تجربة مرة.
إلى ذلك، سرّب فريق عمله خلال الأسابيع الماضية أنه سيعود إلى سياسة الضغط القصوى، وأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات ضخمة على إيران ومن يتعامل معها، لكن الغموض الكثيف يسيطر على تفاصيل سياسته والإجراءات التي يريد اتخاذها.
ولدى الدخول في أزمة سيكون للطرفين خيارات كثيرة لمواجهة الطرف الآخر، فإيران من جهتها تستطيع اللجوء إلى الحوثيين والميليشيات في العراق، وربما فتح ثغرات إضافية في سوريا أو لبنان لتحدّي الولايات المتحدة، كما أنها تستطيع أن تنظّم أربع سنوات من العيش في ظل العقوبات إلى أن تمرّ "العاصفة".
كما لن يكون العمل العسكري الأميركي ما تخشاه إيران أولاً، خصوصاً أن ترامب لا يريد فتح أبواب الحروب أمام الجنود الأميركيين، لكن ما يمكن أن تخشاه هو أن يكرر ترامب سياسة بايدن، وأن يعطي الغطاء العسكري لتشنّ إسرائيل ضربات متكررة ضدها.