في عصر يتزايد فيه الوعي الصحي، تبرز المخاطر الخفية التي قد تتسلل إلى غذائنا اليومي دون أن ندري. من بين هذه المخاطر، يبرز معدن الألمنيوم كأحد التحديات الكبرى التي تواجه صحتنا. فبينما نعتقد أن الأطعمة التي نتناولها آمنة، قد تكون هناك عناصر سامة تتربص بنا في مطاعمنا ومنازلنا، في هذا السياق، يحذر أخصائي سلامة وجودة الغذاء فهد السعيد من الاستخدام المتزايد لمعدن الألمنيوم، كاشفًا عن حقائق صادمة حول كيفية تأثيره على صحتنا وصحة أطفالنا.
وفي تحذير أخصائي سلامة وجودة الغذاء فهد السعيد من الاستخدام المتزايد لمعدن الألمنيوم في مطاعم الأرز، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة العالية وطول فترة تلامس الأرز مع معدن الألمنيوم تؤدي إلى تسربه إلى الغذاء، ما قد يشكل خطرًا صحيًا جسيمًا على المدى البعيد، وأكد السعيد أن هذه الأطباق المصنوعة من الألمنيوم ذات الاستخدام الواحد، المنتشرة في محلات تجهيز الرحلات ومراكز بيع المواد الغذائية، غير صالحة للاستخدام مع الأغذية الساخنة أو حتى المالحة، فضلاً عن الأغذية مرتفعة الحموضة.
تأثير الحرارة والمواد المضافة
كما أوضح أن الألمنيوم يعد من المعادن القابلة للتسرب إلى الغذاء، حيث تزداد معدلات هجرته مع ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف أنه وفقًا لأحد الدراسات العلمية، يتزايد تسرب الألمنيوم عند إضافة الملح والخل إلى الطعام، مثل السمك المطهي بورق الألمنيوم، بمعدلات تسرب تزداد إلى 68 ضعفًا. ودعا السعيد إلى ضرورة منع استخدام ورق الألمنيوم، المعروف بالقصدير، خاصة مع الأغذية الحمضية والمالحة.
بدائل آمنة للاستخدام
في سياق الحلول المقترحة، نصح الأخصائي فهد السعيد بضرورة اصطحاب أطباق مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ "ستانلس ستيل" عند طلب الطعام لتناوله في المنزل، وأكد على أن الجهات المعنية تتحمل مسؤولية منع استخدام هذه الأواني الضارة بالصحة، كما تم التعامل مع الأكياس البلاستيكية والخبز الساخن.
المخاطر الصحية المحتملة
وعن المخاطر الصحية المحتملة للألمنيوم، أشار السعيد إلى أن الألمنيوم يمكن أن يتواجد بشكل طبيعي في الأغذية غير المصنعة أو كمضاف غذائي، وقد ينتقل إلى جسم الإنسان عبر عبوات التغليف أو أدوات المائدة، كما أن الألمنيوم يتواجد في مستحضرات التجميل مثل معاجين الأسنان وأحمر الشفاه. ورغم أن الدراسات تشير إلى أن امتصاص الجلد للألمنيوم عبر مستحضرات العناية الشخصية أقل بكثير من السابق، فإن التعرض المستمر قد يشكل خطرًا على الصحة، خاصة على الجهاز العصبي والنمو العقلي والحركي للأطفال.
التأثير على الصحة العامة
وأكد السعيد أن تناول الألمنيوم عبر الطعام يكون عادةً بجرعات منخفضة، ومعظم الألمنيوم الممتص يتم التخلص منه عبر الكلى، ولكن لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية، يمكن أن يتراكم الألمنيوم في الجسم مما يشكل خطرًا صحيًا.
وفيما يتعلق بمصادر الألمنيوم، أظهرت الدراسات أن الأطعمة المصنعة تحتوي على تركيزات منخفضة منه، ولكن من المهم تقليل التعرض له عبر الابتعاد عن الأواني والأغذية الملامسة للألمنيوم، خاصةً مع الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وقطع التفاح والأسماك المملحة.
نصائح للأمهات
كما دعا السعيد الأمهات إلى إرضاع أطفالهن حتى سن الستة أشهر، مع الحرص على تجنب مصادر الألمنيوم أثناء الحمل، لضمان سلامة صحة الأجنة. وأكد أن الألمنيوم قد يتسرب إلى الطعام عبر الأواني وأدوات الطهي، لذا يجب على المستهلكين قراءة مواصفات الأواني بدقة واستخدامها وفقًا للغرض المحدد.