الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - مختصة سعودية في التغذية تحذر من خطر "الميكروبلاستيك" على صحة الإنسان

مختصة سعودية في التغذية تحذر من خطر "الميكروبلاستيك" على صحة الإنسان

الساعة 01:04 مساءً

 

كشف تقرير علمي حديث عن خطر يشكله البلاستيك الدقيق على صحة الإنسان، حيث تنتشر هذه الجزيئات الدقيقة التي لا يتجاوز قطرها خمسة ميكرونات في المياه والأغذية، وحتى الهواء الذي نتنفسه.

 

وأوضح التقرير أن البلاستيك الدقيق يدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة، ويُعتقد أنه يتراكم في الأنسجة الحيوية، ما يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة مثل الالتهابات، واضطرابات في وظائف الأعضاء، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة.

 

وفي تفسيرها العلمي للأضرار الناتجة عن الميكروبلاستيك، أشارت مختصة الأبحاث في مجال التغذية وعمليات الأيض، الدكتورة ألاء آل مسعود لـ"العرببة.نت"، أن الميكروبلاستيك يُعرف بأنه جسيمات بلاستيكية صغيرة تقل عن 5 ملم، وهي منتشرة بشكل واسع في البيئة، حيث تتسلل إلى الهواء والماء والتربة وحتى مصادر الغذاء، وقد كشفت دراسات حديثة عن وجود الميكروبلاستيك في أنسجة وسوائل بشرية، بما في ذلك الدم والرئتين وحليب الأم، ما أثار القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان.

 

التأثيرات الصحية المحتملة

وعن أهم التأثيرات، ذكرت آل مسعود، أنها قد تسبب تلف الخلايا، فقد أظهرت الأبحاث أن الميكروبلاستيك يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا، بما في ذلك الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وقد وجدت دراسة من جامعة برشلونة المستقلة أن أكياس الشاي تطلق كميات كبيرة من النانو والبلاستيك الدقيق، الذي يمكن امتصاصه بواسطة الخلايا المعوية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الخلايا.

 

كما يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات الغدد الصماء، حيث تحتوي بعض المواد الكيميائية في البلاستيك، مثل البيسفينول A (BPA) والفثالات، على خصائص تؤدي إلى اضطرابات هرمونية، وقد ارتبطت هذه المواد بمشاكل في التوازن الهرموني وصحة الإنجاب والمشاكل التنموية، كما يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، فيمكن أن يؤدي استنشاق الميكروبلاستيك من مصادر مثل الألياف الصناعية والغبار الحضري إلى مشاكل تنفسية. وتشير الدراسات إلى أن هذه الجسيمات قد تسبب التهابات في الرئتين، مما يزيد من تفاقم حالات مثل الربو.

 

مخاطر على القلب والأوعية الدموية

وتضيف الدكتورة آلاء أن أبحاثًا جديدة كشفت عن وجود الميكروبلاستيك في شرايين الإنسان، مما يثير احتمال ارتباطها بمشاكل القلب، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

وأوضحت أن طرق التعرض تتم من خلال الابتلاع، فقد تم اكتشاف الميكروبلاستيك في العديد من الأطعمة، مثل المأكولات البحرية والملح وحتى مياه الشرب، وقد أظهرت الدراسات أن المأكولات البحرية التي يستهلكها الإنسان تحتوي على الميكروبلاستيك، ما يوضح طريقًا مباشرًا للتعرض عبر النظام الغذائي.

 

أما بالنسبة للاستنشاق، فيمكن أن يتم استنشاق الميكروبلاستيك من الغبار الحضري والألياف الصناعية وغيرها من المصادر، ما يؤدي إلى تعرض الجهاز التنفسي، والتلامس الجلدي. على الرغم من أن الجلد يشكل حاجزًا، فإن الميكروبلاستيك في منتجات العناية الشخصية والمياه الملوثة يمكن أن يتلامس مع الجلد، وما زالت الدراسات تبحث في مدى امتصاصها عبر الجلد.

 

الجهود التنظيمية والبحثية

وتضيف أن المجتمع العلمي يعمل بنشاط على دراسة تأثيرات الميكروبلاستيك الصحية لتوجيه السياسات التنظيمية. وقد بدأ الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات لحظر الميكروبلاستيك في مستحضرات التجميل، مما يعكس القلق المتزايد بشأن سلامتها. ومع ذلك، لا يزال المجال في مرحلة تطور، وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات عالية الجودة لفهم المخاطر بشكل كامل.

 

وختمت حديثها: على الرغم من أن الأدلة القاطعة التي تربط الميكروبلاستيك بمشاكل صحية محددة لا تزال قيد التطور، فإن الأبحاث الحالية تشير إلى مخاطر محتملة تتطلب اتخاذ تدابير احترازية. من الحكمة تقليل التعرض من خلال تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية، ودعم الجهود التنظيمية للحد من التلوث البلاستيكي، والبقاء على اطلاع على الأبحاث الجارية لحماية صحة الإنسان.

 

هذا التحذير العلمي يُظهر الحاجة الملحة إلى مواجهة هذا التهديد الصامت، الذي قد يترك تداعيات خطيرة على صحة الأجيال الحالية والمستقبلية.