الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - منوعات - ما الذي تعنيه إزالة "ميتا" خاصية التحقق من المحتوى بأميركا؟

ما الذي تعنيه إزالة "ميتا" خاصية التحقق من المحتوى بأميركا؟

الساعة 09:35 مساءً

في خطوة تُعيد رسم ملامح سياسات الرقابة الرقمية، أعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة ميتا، عن تغييرات جوهرية تهدف إلى تقليص الرقابة وتعزيز حرية التعبير على منصات الشركة، بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام وثريدز.

 

تأتي هذه التحولات وسط جدل متزايد حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في تشكيل الحوار العام، حيث تسعى ميتا لاعتماد نهج جديد قائم على "الملاحظات المجتمعية" التي تُخول المستخدمين تقديم السياق للمنشورات المثيرة للجدل، بدلاً من الاعتماد على مدققي الحقائق التقليديين.

 

تُبرز هذه الخطوة، التي تزامنت مع قرب بدء الولاية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساعي زوكربيرغ لإعادة تموضع شركته كمناصر قوي لحرية التعبير، في مواجهة انتقادات تتعلق بالتحيز السياسي والمعلومات المضللة.

 

مؤسس ميتا، اعتبر أن أن تلك التغييرات المتعددة على منصاته بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام هي محاولة "لتقليل كمية الرقابة بشكل كبير".

وقال مارك زوكربيرغ في بيان مصور مدته خمس دقائق إن فرق تعديل المحتوى سيتم نقلها أيضاً من كاليفورنيا إلى تكساس "حيث يوجد قلق أقل بشأن تحيز فرقنا"، وهو وصفته نينا جانكوفيتش، المسؤولة السابقة في الحكومة الأميركية المكلفة بمكافحة المعلومات المضللة، بأنه "انحناء كامل لترامب".

 

وقال الرئيس التنفيذي للشركة في بيانه إن مدققي الحقائق "متحيزون سياسيا للغاية"، وهو ادعاء نفته بشدة منظمات التحقق، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

 

 كما أفاد بأن ميتا "ستتخلص من مجموعة من القيود المفروضة على مواضيع مثل الهجرة والجنس والتي لا تتفق مع الخطاب السائد".

 

 الملياردير البالغ من العمر 40 عاماً أشار إلى أن هذا التحول جاء استجابة للانتخابات الرئاسية الأميركية، التي وصفها بأنها "نقطة تحول ثقافية نحو إعطاء الأولوية للتعبير عن الرأي مرة أخرى". وفي المقطع المصور، قال زوكربيرغ:"لقد وصلنا إلى مرحلة فيها الكثير من الأخطاء والكثير من الرقابة. لقد حان الوقت للعودة إلى جذورنا بشأن حرية التعبير".

 

التغييرات ستؤثر على فيسبوك وإنستغرام وثريدز، وهي ثلاث من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، والتي يستخدمها أكثر من ثلاث مليارات على مستوى العالم.

تجربة "إكس".. وخطوة ميتا

 

من جانبه، يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G & K، الدكتور عاصم جلال، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:

 

منصات "ميتا" تميل بشكل كبير نحو التوجهات اليسارية.. وهو ما ظهر جلياً خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب الأولى.

تعرضت ميتا لاتهامات عديدة بالتحيز الأيديولوجي؛ أبرزها حينما تم حظر حساب ترامب على المنصة.

موقع تويتر قبل استحواذ ماسك كان يُحسب على نفس التيار، إلا أن ماسك قام بتغيير سياسات المنصة مشدداً على أهمية الشفافية وإتاحة المجال أمام المستخدمين للتعبير بحرية عن آرائهم.

ويذكر عاصم أن إيلون ماسك اتخذ خطوات جذرية في إكس بإلغاء الرقابة التقليدية التي تعتمد على مختصين مستقلين لتقييم المحتوى، واستبدلها بأسلوب يعتمد على المستخدمين أنفسهم لتقييم الأخبار وتحديد مدى مصداقيتها، واصفاً هذا النهج بأسلوب "التقييم الجماهيري" الشبيه بمنهجية ويكيبيديا، حيث يُترك الحكم على الأخبار لجمهور واسع من المستخدمين.

في المقابل، تعتمد ميتا على آليات أكثر تقليدية تشبه الموسوعات المرجعية مثل "دائرة المعارف البريطانية"، حيث تقوم جهات مختصة بالتحقق من المعلومات وتحديد ما يمكن نشره. لكنه أشار إلى اتهامات وُجهت إلى المحققين المستقلين الذين كانت تستعين بهم ميتا بالانحياز لليسار.

 

وتعليقاً على الخطوات التي تتخذها ميتا، يشدد عاصم أن التحول نحو مزيد من الشفافية، سواء في ميتا أو إكس، يُعد خطوة إيجابية، لكن لا يمكن تجاهل البعد السياسي لبعض هذه القرارات، مشدداً على أن إكس تحاول تقديم نموذج جديد من الديمقراطية في تقييم الأخبار، حيث يُترك الحكم للأغلبية. لكنه يضيف أن هذه المنهجية ليست خالية من العيوب، إذ قد تؤدي إلى تجاهل وجهات نظر الأقليات، مما يخلق تحدياً فيما يتعلق بالحفاظ على التوازن والعدالة.

 

ويختتم استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G & K حديثه بالإشارة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً محورياً في تشكيل الرأي العام، وأن التوازن بين الشفافية والحيادية يظل تحدياً مستمراً، مؤكداً أن الخطوات الأخيرة رغم الجدل السياسي الذي قد يحيط بها قد تمهد لممارسات أكثر انفتاحاً وديمقراطية في المستقبل.